مجلة هيئة اسواق المال - العدد التاسع عشر مارس 2025 | Page 23

حدث العدد ‎23‎
الوزارية المعنية بوضع الآليات اللازمة لتفعيل المادة ( 5 ) من الاتفاقية الاقتصادية الي تنص على « تكامل الأسواق المالية في دول المجلس وتوحيد السياسات والأنظمة المتعلقة بها ‏«.‏ حيث تم في أعقاب ذلك وضع القواعد والضوابط الموحدة لتنظيم عديد المجالات ذات الصلة بأنشطة الأوراق المالية ، تمهيداً‏ للتوصل لاقتراح « منظومة للقواعد الموحدة » كإجراء أولي في مسار تكامل أسواق المال بدول المجلس بشكل ٍ كامل ، والتأكد من مواءمتها وتوافقها مع بعضها البعض ، والعمل بها بصفة استرشادية ، كوضع القواعد الموحدة لإصدار وطرح وإدراجٍ‏ السندات والصكوك والأسهم ووحدات صناديق الاستثمار ، إضافةً‏ إلى قواعد موحدة للإفصاح وحوكمة الركات وأنشطة الاستحواذ ، إضافة تنسيقية في المجالات لجهودٍ‏ الرقابية والتوعوية وأنظمة التداول والتقاص .
التطورات الاقتصادية العالمية وإحالتها كتلة اقتصادية منافسة عالمياً‏ ، وقادرة على قيادة النمو الاقتصادي إقليميا ً . هذا ، وبعد قيام منطقة التجارة الحرة في عام ، ‎1983‎ وإطلاق الاتحاد الجمركي في عام ، ‎2003‎ فقد تسارعت خطوات التكامل منذ مطلع الألفية الجديدة ، فبالإضافة لتدشن السوق الخليجية المشتركة في عام ، ‎2008‎ وتنسيق الجهود نحو الوحدة النقدية-‏ وإن لم يحالفها التوفيق المرجو حتى الآن-‏ تم العمل وفق مساراتٍ‏ عدة تشمل التنقل والإقامة والعمل في القطاعن : العام والخاص ، والتقاعد ، والتأمن الاجتماعي ، ومزاولة الأنشطة الاقتصادية والخدمية والاستثمارية ، وتملك العقارات ، وتداول الأسهم ، وانسياب السلع ، والمواطنة الخليجية ، وغرها الكثر . الأمر الذي ساعد في تحقيق مكتسبات عدة لممواطني دول المجلس ، مثل إتاحة التنقل بالبطاقة الذكية بن بلدان المجلس ، والإقامة فيها بلا قيود ، وتملك العقار ، وممارسة مختلف الأعمال الخدمية والاقتصادية . إضافةً‏ لنشاط التجارة البينية داخل المجلس . كما تم مؤخراً‏ على وضع إطار إستراتيجي للتحول الرقمي في السوق
ٍ الخليجية المشتركة ، إضافةً‏ لاعتماد مشاريع حيوية مشتركة للربط
المالي والكهربائي ، واللوجيسي كالسكك الحديدية .
على صعيد أنشطة أسواق المال ، يمكن القول بأن إجراءاتٍ‏ هامة
ً
تم اتخاذها في مسار التكامل خلال السنوات السابقة ، وتحديدا منذ تبني المجلس الأعلى في دورته الثلاثن المنعقدة في الكويت في شهر ديسمبر من عام ‎2009‎ قراره القاضي بتكليف اللجان
وثمة مبادرات عدة خلال السنوات الأخرة أخذت مسارها للتطبيق الفعلي ، كالبرنامج التوعوي الخليجي « مُ‏ لم ‏«،‏ ومبادرة تسهيل متطلبات فتح الحسابات الاستثمارية ، وتفعيل نموذجٍ‏ اعرف عميلك « KYC ‏«،‏ وأخراً‏ وليس آخرا ً وضع الإطار التنظيمي للتسجيل البيني للمنتجات المالية الذي بدأ سريان التراخيص الخاصة به على صعيد صناديق الاستثمار ‏-كما أسلفنا-‏ بدءاً‏ من الخامس من شهر يناير الماضي .
التسجيل البيني ‏...‏ تعزيز للاقتصاد الخليجي
في فبراير من العام الماضي أصدرت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الإطار التنظيمي للتسجيل البيني للمنتجات المالية بن الجهات المنظمة للأسواق المالية في دول المجلس .
هذا ، وتجدر الإشارة إلى أن المقصود بالتسجيل البيني هو تسجيل
مالي ما ، وترخيصه في إحدى دول مجلس التعاون يتيح منتجٍ‏ إمكانية ترويجه في باقي دول المجلس ( المضيفة ) دون الحاجة
بذلك من تلك الدول شريطة استيفائه
لاستصدار ترخيص ٍ خاصٍ‏ الحد الأدنى من المتطلبات موضع الاتفاق .
أما بالنسبة للانعكاسات الإيجابية للتسجيل البيني فمتعددة ، لعل من أبرزها : تعزيز مقومات البيئة الاستثمارية الجاذبة في دول المجلس ، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات والتجارب في مختلف الجوانب المتصلة بأنشطة الأوراق المالية ( رقابية ، تريعية ، إفصاح ، مشتقات وخدمات مالية مستحدثة ، ‏..(،‏ إضافةً‏ لتوسيع قاعدة المنتجات والخدمات المالية المتاحة وتنوعها ، بما يزيد من نطاق هامش الفرص الاستثمارية المتاحة ، ومعالجة المعوقات الماثلة أمام المستثمرين ، وتشجيع تدفق الاستثمارات الخارجية ، والارتقاء