مراكز حوكمة الشركات والاستدامة: الأدوار والغايات! بسمة محمود أكبر - باحث رئيسي | Page 43

الزاوية التوعوية ‎43‎

مراكز حوكمة الشركات والاستدامة : الأدوار والغايات !

بسمة محمود أكبر باحث رئيسي - مكتب التوعية
العالمي والإقليمي فحسب ، بل تخطت ذلك لتشمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث نلمس جلية انتقال بصورةٍ‏ ذلك المفهوم من النطاق التنظري إلى الواقع العملي ، حيث نشهد تفعيل تطبيقات وسياسات وأنظمة حوكمة الركات بصورةٍ‏ متدرجة لدى البعض ، وبدرجات متفاوتة لدى البعض الآخر ، وتصل أحياناً‏ إلى تطبيق الحوكمة بشكل شبه شامل ، بالزامن مع في الإجراءات الرقابية المعنية وممارساتها . تشددٍ‏
مراكز للحوكمة والاستدامة
تضمنت التغرات الي طرأت على ممارسات الحوكمة مبادرات
ٍ تنظيمية عدة ، أفضت إلى تأسيس مراكز ومعاهد مستقلة أو
غر ربحية عالمية وإقليمية تعنى بقضايا الحوكمة والاستدامة ، بالتعاون مع مراكز الأبحاث والجامعات وكذلك الجهات الرقابية والتنظيمية المختصة ذات العلاقة بالتريعات وتنظيم الأسواق . ثمة أمثلة عدة لمراكز حوكمة ‏-محلية في بعض البلدان وأخرى عالمية الطابع-‏ ، ومنها على سبيل المثال : Center for Corporate Governance - London Business School European Corporate Governance Institute Hawkamah The Institute for Corporate Governance – DIFC , Dubai Oman Center for Governance & Sustainability The Chartered Governance Institute UK & Ireland School of Corporate Governance & Public Policy - India Institute of Corporate Affairs Governance Institute of Australia Nyenrode Corporate Governance Institute - Nyenrode Business University – Netherlands
الأزمة الاقتصادية العالمية الي أصابت عالمنا مطلع الألفية الجديدة ، وتحديداً‏ في عام ، ‎2008‎ والي يعتبرها الكثر من الاقتصادين « الأسوأ » منذ الكساد الكبر في ثلاثينات القرن الماضي ، والي تركت تداعياتها على الاقتصاد العالمي حتى وقت
ٍ قريب ، تعددت أسبابها بن رهون وفقاعة عقارية وأزمة ائتمان
حيناً‏ ، والمخاطر المرافقة للابتكارات المالية الجديدة حينا ً آخر ،
ً
وغياب التنظيم المطلوب والسياسات النقدية المتساهلة حينا ثالثاً‏ ، إلا أن ما تم الإجماع بشأنه فيتمثل في أن إخفاقا ً أصاب النظام الاقتصادي العالمي .
العبرة في التنفيذ ‏..‏ لا التنظير
هذه الأزمة المالية الاقتصادية العالمية أثارت تساؤلات عدة حول قصور الممارسات الإدارية على مستوى الكثر من الركات العالمية والركات الإقليمية . ظروف الأزمة الحرجة الي واجهت
ً
الركات في سوق العمل أكدت بما لا يدع مجالاً‏ للشك نقصا فادحاً‏ في الحوكمة ، ً ممارسة وتطبيقا ً ، لا قواعد فقط . فالقواعد والمعاير موجودة ، إلا أن العبرة دائماً‏ وأبدا ً في التنفيذ ، المستشار الإقليمي لشؤون الرق الأوسط في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حينها « راينر غيغر » اعتبر الأزمة فرصة للتغير على صعيد حوكمة الركات ، وهذا ما كان بالفعل خلال العقد التالي من الألفية .
بالمحصلة ، ربما من باب « رب ضارةٍ‏ نافعة » ساعدت الأزمة المالية في إبراز مفهوم حوكمة الركات على مستوى عالمي واحتلاله صدارة أولوية الاهتمامات لتصبح مسألة رئيسية لدى أسواق المال والاقتصاد في كافة مجتمعات الأعمال بصورة مزايدة . التحولات الجذرية في مفهوم الحوكمة لم تقتر على المستوى
فوائد في اتجاهات عدة
تعد مراكز الحوكمة بمثابة « حلقات وصل » بن الهيئات المنظمة والمعاهد والممارسن العاملن في مجال الحوكمة من أجل تطوير نظم حوكمة مزدهرة على الصعيد المحلي والعالممي سعياً‏ لتحقيق توافقها المطلوب مع أفضل الممارسات العالمية .