المستقبل.... خليجي! أ. د. أحمد عبدالرحمن محمد عبدالله الملحم رئيس مجلس المفوضين والمدير التنفيذي - هيئة أسواق المال | Page 8

8 الإفتتاحية

المستقبل ‏....‏ خليجي !

أ . د . أحمد عبدالرحمن محمد عبدالله الملحم رئيس مجلس المفوضين والمدير التنفيذي - هيئة أسواق المال
والاستثمارية والخدمية ، وامتلاك العقارات ، وانتقال الأشخاص ورؤوس الأموال ، والإقامة ، والعمل في القطاعات الحكومية والأهلية ، والتأمن الاجتماعي ، والتعليم ، والصحة ، والخدمات الاجتماعية ، وغرهها .
الاضطرابات الإقليمية المتسارعة الي يشهدها الرق الأوسط ، والي بدأت في غزة ، ولم تتوقف في سوريا ولبنان واليمن
محدقة في ظل توقعات بامتداد
والسودان ، والي تنذر بأخطارٍ‏
أخرى-لا قدر الله-‏ . إضافة ً إلى التطورات المتسارعة لهيبها إلى دولٍ‏ الي يشهدها عالمنا بفعل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية
الي دخلت عامها الرابع منذ أيامٍ‏ قليلة ، ومع الأخذ بالاعتبار التحديات البيئية والمناخية ، والي كان آخرها الحرائق الي شهدتها مقاطعة لوس أنجلوس في شهر يناير المنرم ، والي اعتبرت الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية مع تقديرات بتخطي خسائرها حاجز ال ‎150‎ مليار دولار أمريكي . إضافةً‏ للتداعيات المتصلة بالحروب التجارية والهجرة والنزاعات المسلحة والتطورات التقنية بفعل الذكاء الاصطناعي . كل ذلك يلقي بظلال قاتمة على الاقتصاد العالممي برمته ، ويمثل في واقع الأمر تحدياتٍ‏ غر مسبوقة تستدعي تبني إستراتيجيات مبتكرة للحفاظ على الاستقرار وتحقيق التنمية المطلوبة .
خليجياً‏ ، يمكن القول بأن الصورة مغايرة لما سبق ، إذ ينظر بكثر
ٍ من التفاؤل للعام الحالي باعتباره عاماً‏ مفصليا ً في مسار التكامل الاقتصادي لدول الخليج العربية ، وخاصةً‏ أن عام - ‎2025‎ وهو عام الوحدة الاقتصادية الخليجية - يأتي تتويجاً‏ لجهودً‏ مستمرة أعقبت تأسيس المجلس في عام ‎1981‎ ليشهد العديد من المحطات المهمة ، كإنشاء منطقة التجارة الحرة في عام ، ‎1983‎ والاتحاد الجمركي في عام ، ‎2003‎ وإطلاق السوق الخليجية المشتركة في عام ، ‎2008‎ قبل أن تتسارع جهود التكامل على صعيد تلك المسارات بعد عام ‎2009‎ الذي شهد انعقاد الدورة الثلاثن للمجلس الأعلى لدول المجلس في دولة الكويت ، وبدء العمل في مساراتٍ‏ جديدة تتصل بمزاولة الأنشطة الاقتصادية
وعلى صعيد أنشطة الأوراق المالية ، فإن مسار التكامل بن أسواق المال في دول المجلس قطع شوطاً‏ مهما ً في مسارات
ٍ عديدة ، كتلك المتصلة براء وتداول الأسهم وتأسيس الركات
المساهمة ، ووضع قواعد استرشادية لمتطلبات الإفصاح ، وتنسيق الجهود الرقابية ، وتبادل المعلومات ، وتبني برنامج توعوي مشترك « مُ‏ لم ‏«،‏ وتقديم منتجات ‏ٍوخدماتٍ‏ مالية جديدة ، وإجراءات أخرى تمكن مواطني دول المجلس الطبيعين والاعتبارين والمقيمن فيها من الاستثمار والتداول في أسواقها المالية بيسرٍ‏
ٍ
وسهولة ودون تفريق أو تمييز بن وأخرى ، كان آخرها دولةٍ‏ وضع الإطار التنظيمي للتسجيل البيني للمنتجات المالية ، والذي من المنتظر له أن يساعد كثراً‏ في توفر المناخ الملائم للاستثمار في أسواق المال الخليجية أمام شرائح عملاء أوسع ، وزيادة الثقة في تلك الأسواق ، وحماية مستثمريها ومتعامليها ، ويعزز الفرص الاستثمارية ، ويوسع قاعدة المنتجات والخدمات المالية المتاحة في ضوء إطلاق منتجات تعتمد الإطار الموحد ، والي كانت صناديق التسجيل البيني أولها ، خاصةً‏ مع بدء سريان أحكام التراخيص الخاصة بها اعتباراً‏ من مطلع العام الحالي لدى العديد من دول المجلس ، كدولة الكويت ، ودولة الإمارات العربية المتحدة ، ومملكة البحرين ، والمملكة العربية السعودية ، وسلطنة عمان .
ً
وهنا أود الإشارة إلى أننا في هيئة أسواق المال قد قمنا مؤخرا بتسرٍيع وتائر العمل في إطار هذه النوعية من المنتجات المالية عبر إجراءات عديدة ، كان آخرها القرار رقم ( ‎169‎ لسنة ) ‎2024‎ بشأن تعديل بعض أحكام التسجيل البيني للمنتجات المالية ، وذلك في أعقاب تخصيص كتابٍ‏ مستقل من كتب اللائحة التنفيذية للتسجيل البيني للمنتجات المالية ( الكتاب الثامن عر ‏(،‏ وذلك في يناير من عام . ‎2023‎