الافتتاحیة
الھیئة في وداع عام واستقبال آخر : إنجازات متحققة وتوجھات طموحة !
یتصادف إصدار العدد الماثل من مجلة ھیئة أسواق المال التوعویة الإلكترونیة مع بلوغ عامنا الحالي محطتھ الأخیرة دون أن یطوي كثیراً من ملفاتھ العالقة والتي تركت - ولاتزال - آثاراً سلبیة مؤلمة في عالمنا : سیاسیاً واقتصادیاً واجتماعیاً - بطبیعة الحال - ، لیكمل سلسلة سنواتٍ عجاف ، بدأت في عام 2019 مع جائحة كورونا ، أعقبتھا الحرب الروسیة الأوكرانیة التي باتت على مشارف عامھا الرابع دون أن تلوح بارقة أمل بأن تضع أوزارھا في الأمد المنظور ، لیشھد العام المنصرم اضطراباً إقلیمیاً یتفاقم یوماً إثر آخر ، بدأ في غزة قبل أن یمتد إلى لبنان ، ویھدد بحروبٍ إقلیمیة باتت محتملة بنسبةٍ كبیرة ، وبإضافة استمرار المشاكل المرتبطة بالتغیر المناخي للمخاطر الجیوسیاسیة آنفة الذكر ، فإن ذلك كلھ یلقي بظلالٍ قاتمة على واقع الاقتصاد العالمي برمتھ ، نأمل للعام القادم أن یبددھا واحدةً تلو أخرى لیشھد انفراجةً طال انتظارھا ، ویتنفس العالم الصعداء .
في عامنا الموشك على الرحیل ، حرصنا في الھیئة - بالتعاون مع شركائنا في منظومة أسواق المال - ع ل ى الإسھام بدورنا في تحیید اقتصادنا الوطني - ما أمكن - من تبعات تلك المخاطر والحد من تأثیر تداعیاتھا من ناحیة ، ومواكبة أحدث المستجدات المتصلة بأنشطة الأوراق المالیة والتوافق مع المعاییر الدولیة المطبقة من ناحیةٍ ثانیة ، حیث حرصنا على متابعة تنفیذ مبادرات إستراتیجیتنا الراھنة الھادفة ل " توفیر بیئةٍ تنظیمیة آمنة وممكنة لتطویر وتنمیة أسواق رأس المال في دولة الكویت إلى أسواقٍ متطورة تساھم ف ي دعم الاقتصاد الوطني "، لاسیما تلك المبادرات ذات الطابع التنموي التي تتناول أبعاداً اقتصادیة تتخطى حدود أنشطة الأوراق المالیة . وأكتفي ھنا بالإشارة إلى ثلاثة منھا تعد الأبرز .
أولھا - وأھمھا في اعتقادي- یتمثل في وضع الإطار التنظیمي المتكامل لخدمات ومنتجات التقنیات المالیة المرتبطة بأنشطة الأوراق المالیة ، وإطلاق الحزمة الأولى من الخدمات المقدمة في نطاقھ ) التمویل
Page | 8