حوار العدد 45
تحدياتنا واحدة تلو الأخرى ، « حبة حبة «، وأنا على أكيدة أننا ثقةٍ سنرى هامشقاً واسعا ً متاحا ً من الاستثمارات مستقبلاً.
غير بعيد عن مجالات اهتمامكٍ في الجوانب التدريبية والتأهيلية ، استكملت الهيئة منذ ما يزيد قليلاً عن العام إنشاء أكاديمية أسواق المال لتأهيل الكوادر العاملة في قطاع أنشطة الأوراق المالية إضافةً للمهتمين في هذا القطاع. كيف تقيمون هذا التوجه ؟
أولاً أنا طالبة مشاركة في برامج الهيئة التدريبية بصورة سنوية منذ عام ، 2022 هذه البرامج أراها فرصة لمتابعة آخر التطورات المتصلة بالحوكمة ، وأين وصلنا في مسارات تطبيقها ؟ وما هي المخاطر المتوقعة ؟ وأنا -كطالبة- أفخر بالفعل بما تقومون به في هيئة أسواق المال. وأعتبر أن تطبيقكم للحوكمة نوعي ومميز بالفعل. في ذات السياق ، وبعد اطلاعي على بعض أعداد مجلتكم ، رأيت بالفعل حجم جهودكم في المجالات التأهيلية والتدريبية والتوعوية -ما شاء الله- والي تقدم الكثير لعامة الناس. وهذا الجانب على وجه التحديد يتفق مع توجهاتي المتصلة باعتبار التعليم والتدريب شيء أساسي يومي ، وجودكم- كهيئة أسواق المال- مهم للغاية على صعيد إعداد الكوادر الوطنية وتأهيلها ، وهذا ماكنت أعمل في إطاره إبان فترة عملي في التأمينات ، حتى أن كثيراً من منتسبي تلك البرامج التدريبية تم توظيفهم والعمل معهم ، وكذلك الحال بالنسبة لمنتسبي برامج هيئة أسواق المال التدريبية والتأهيلية والذين أتيحت لي فرصة العمل مع عدد
ٍ كبير منهم في مجالات عدة ، وكانوا في الحقيقة مؤهلين
بصورةٍ
ٍ رائعة.
وفي الواقع ، كانت هناك مشاكل كثيرة واجهتها ، كما كانت هناك الكثير من المصطلحات الجديدة ، وهذا ما يواجهنا في أي مجال نبدأه ، هذه النقطة بالذات ، كانت بداية تحولي من العقلية الثابتة إلى العقلية النامية ، ومعها بدأت بوضع تحت خطوطٍ أي مصطلح لا أعرفه وأبدأ البحث عن له ، كنت أذهب إجابقةٍ وأسأل عن المقصود بهذا المصطلح. بعد ذلك ، وفي كل عمل سويته كان لي دورٌ فاعقلٌ في تدريب آخرين ، حتى في آسيا ، ومع وجود استثمارات كويتية في آسيا ، كنت أوجه المتدربين القادمين لنا من الكويت لوضع خطوط تحت المصطلحات الي لا يعرفونها وضرورة الإحاطة بها ، وهي خطوة أراها خطوة أساسية للتعلم في أي قطاع أو عمل ، من الضروري التعلم كل يوم ، وهذه هي العقلية النامية الي أستفيد منها وأحاول إفادة الآخرين. العقلية النامية تمكن الشخص من « الراحة » وهو خارج منطقة الراحة ، وحينها يمكنه النمو والإنجاز سواءً على الصعيد الشخصي أو العملي. هذه العقلية النامية حاولت تطبيقها في الركات الي عملت بها -ولا أزال.
التغيير سنة الحياة ، وللتطور التقني الحاصل إيجابياته وسلبياته ، ونحن مطالبون بتعزيز الإيجابيات أولاً ، وألا نخاف التغيير ثانياً.
بمناسبة الحديث عن التدريب والتأهيل: بدأتٍ حياتكٍ المهنية متدربة ، اليوم أنت مدربة تعتبرين التدريب ضرورة للانتقال من العقلية « الثابتة » للعقلية « النامية «.
ما حدود النمو المطلوب في عالم سريع التحول معرفياً وتقنيا ً ؟ خاصةً وأنكٍ تعتبرين نفسكٍ « متعلمة مدى الحياة «؟
في الحقيقة ، بدأت مسيرة عملي الشخصية في الجانب التأهيلي في منصة وفرة التدريبية ، كنا نحرص على ترسيخ المشاركة والمنافسة في تلك البرامج ، وهذا ما ترك إحساسقاً جميلاً للغاية. أتذكر حينما بدأت العمل في « وفرة » وبدأت الاهتمام بعالم الاستثمار ، كنت أتساءل عن أسباب دخولي مجال الاستثمار كسيدة ؟ خاصةً وأنني كنت السيدة الوحيدة بين ستة أشخاص بدأنا العمل سوياً.
بمناسبة الحديث عن التحول الرقمي ، هناك تطور لحظي متسارع في عوالمنا التقنية والافتراضية اليوم ، وتغلغل برامج الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات حياتنا بلا استثناء. ماهي توقعاتكم في هذا الإطار ؟ وماذا عن انعكاسات ذلكٍ على عوالم الاستثمار والتدريب أولاً ؟ وعلى الحياة البشرية عموماً ؟
بالصدفة كان حديثي مع ولدي يوم أمس حول هذا الموضوع ، قلت له بأن طريقة دراستنا للمحاسبة أصبحت قديمة ، وأتساءل كيف درسناها بتلك الطريقة ؟ اليوم ، -ما شاء الله- نرى بعثات دراسية في مجالات جديدة ، كالذكاء الاصطناعي على سبيل المثال. التغيير هو سنة الحياة ويجب علينا التأقلم مع التغير المتسارع.