الافتتاحية 9
مؤسسات المجتمع الممدني والجهات الحكومية والمالية ، والي تأتي الهيئة في طليعتها ، الأمر الذي يؤكد دور الهيئة لا على صعيد تحقيق الهدف التنموي بعيد الممدى للدولة المتمثل في التحول إلى مركز مالي وتجاري إقليمي فحسب ، بل على صعيد توجهات الإصلاح الاقتصادي والمالي أيضقاً ، وذلك من خلال أدوارها المتصلة بتنظيم أنشطة الأوراق المالية وتطوير سوق المال وحماية مستثمريه. أما ثاني تلك الأحداث ، فقد شهده أيضاً شهر أكتوبر ذاته ، ويتمثل بمنح شركة جولدمان ساكس إنترناشيونال تراخيص مزاولة نشاطي مستشار الاستثمار ووكيل الاكتتاب في دولة الكويت ، وهو إجراء- أراه بالغ الأهمية- على صعيد تعزيز التوجهات الرامية لتعزيز مقومات جاذبية سوق المال المحلي ورفع كفاءته وتطوير ممارساته المهنية بما يؤهله عن جدارة لجذب مؤسسات مالية عالمية مرموقة ، خاصقةً وأن هذا الحدث كان الثاني من نوعه الذي يشهده سوقنا المحلي خلال فترةٍ وجيزة تقارب الشهر الواحد فقط ، حيث سبق شركة جولدمان ساكس إنترناشيونال في ذلك منح فرع شركة بلاك روك أدفايزرز- المملكة المتحدة الترخيص الرسمي لمزاولة نشاط مستشار استثمار في الكويت مطلع شهر سبتمبر.
مبادرات طموحة للغاية من المنتظر أن تتضمنها إستراتيجية الهيئة القادمة
أبعاد هذين الحدثين- واللذين لن يكونا الأخيرين بكل تأكيد- تحمل دلالاتٍ عالمية تؤشر لمكانة الكويت المستحقة على خارطة المال العالمية ، كما تحمل دلالاتٍ محلية تؤشر لكفاءة البيئة الاستثمارية المحلية: تنظيميقاً وتريعيقا ً ، وتعكس قدرتها على استقطاب كبرى المؤسسات المالية العالمية الرائدة ، وتوطين الاستثمارات المحلية ، وجذب المستثمرين العالمميين بما يعزز التوجهات المتعلقة بتنمية اقتصادٍ متنوع ومستدام ، وهي بعض مستهدفات رؤية الكويت التنموية. 2035
أما على صعيد تعزيز التعاون المحلي والإقليمي والدولي ، فقد شهدت الآونة الأخيرة أحداثقا ً عدة بدورها ، بدأتها الهيئة محليقاً
بمشاركتها في مروع الرخصة التجارية الذكية الذي ترعاه وزارة التجارة والصناعة في خطوة تعد ترجمقةً لتوجهات الربط الإلكتروني بين الجهتين وتنفيذاً لإستراتيجية التحول الرقمي لدى
الهيئة ، خاصقةً وأن مروعقا ً كهذا يعد توجهقا ً إستراتيجيقا ً يرمي لتحسين بيئة الأعمال المحلية ورفع كفاءة خدمات تراخيص الأنشطة التجارية عبر منظومة حكومية رقمية متكاملة. « إقليميقاًً «، كانت مشاركات الهيئة الفاعلة في إطار فعاليات
ً
الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ، بدءا بالاجتماع الحادي والثلاثين للجنة رؤساء هيئات الأسواق المالية( أو من يعادلهم) بدول المجلس عبر تقنية الاتصال الممرئي ، وانتهاءً بالاجتماع الحادي عر للجنة الوزارية لرؤساء مجالس إدارات الجهات المنظمة للأسواق المالية بدول المجلس ، وقد شهدت هذه الاجتماعات بحث موضوعات مشتركة أراها تحظى بأهمية خاصة ، كالتسجيل البيني ، والإدراج الممزدوج وتداول السندات والصكوك في أسواق المال الخليجية وتعزيز التكامل الرقابي والتريعي فيما بينها ، والربط الإلكتروني لمؤسسات الإيداع والتقاص ، ومبادرات توحيد رقم المستثمر. وانتهاء بالمبادرات التوعوية المشتركة في إطار برنامج التوعية الخليجي الممشترك « ملم » لاسيما جائزة المستثمر الذكي الخليجي في موسمها الرابع ، والذي تأمل الهيئة- وتعمل راهنقاً- لتكون المشاركة الكويتية في هذا الموسم بمستوى الطموحات ، وأكثر فعالية من سابقاتها.
« دوليقاً «، كانت مشاركة الهيئة الخامسة في فعاليات أسبوع المستثمر العالممي الي تنظمها سنوياً المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية « الأيسكو » بهدف توعية المستثمرين وتعزيز ثقافتهم المالية وحمايتهم ، ومع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الموضوعات الي تتناولها فعالية العام الحالي ، والي تركز على استخدام التكنولوجيا والتمويل الرقمي والذكاء الاصطناعي في أنشطة الأوراق المالية ، والتوعية بممارسات الاحتيال جراء تلك الاستخدامات ، وهي قضايا تنسجم مع جوهر توجهات الهيئة في الفترة الحالية لاسيما بعد وضع الإطار التنظيمي للتقنيات المالية موضع التطبيق وإطلاق الحزمة الأولى من الخدمات في إطاره. بإيجاز ، يمكنني القول بأن ما سبق ذكره والذي يمثل أبرز ما تم العمل في إطاره في الفصل الأخير من عامنا الحالي الذي نستعد لوداعه بعد أيام معدودة ، والذي يأتي استكمالاً لما تم إنجازه خلال الشهور العرة الأولى الي أعقبت تشكيل مجلس المفوضين الحالي في أبريل الماضي ، يحدونا أمل كبير بأن نتمكن في عامنا القادم الذي يزامن مع المرحلة الأخيرة من إستراتيجينا الراهنة من استكمال ما تبقى من مبادراتها ليتم البدء على الفور في إطار الإستراتيجية القادمة للأعوام( 2027 2030-2028 / (، 2031 / والي تحمل الكثير الكثير من الطموحات المروعة.