مجلة هيئة اسواق المال - العدد الخامس عشر مارس 2024 | Page 48

ب‎� العقد العادي ..... والذكي
يتشابه العقدان بكونهما اتفاقان ب‎� أطرافٍ‏ عدة ) قد تكون اشخاصاً‏ طبيعية أو اعتبارية ( وفق شروطٍ‏ محددة ، فكلاهما يتطلب إيجاباً‏ وقبولاً‏ وشروطاً‏ يتوجب اتفاق أطرافها بشأنها ، البعض يعتبر العقد الذكي عقداً‏ تقليدياً‏ مترجماً‏ إلى لغة برمجة تصبح ذاتية التنفيذ ح‎� استيفاء شروطٍ‏ محددة ، إلا أن الحقيقة تشير إلى فوارق جذرية بينهما ، أبرزها يتمثل في استبعاد العامل البشري تماماً‏ في حالة العقد الذكي الآلي ذاتي التنفيذ ، إضافةً‏ لصعوبة تحديد أطرافه نظراً‏ لاعتماد البلوكتش‎� مبدأ إخفاء الهوية .
ثمة خصائص خاصة بالعقود الذكية ، كطبيعته الإلكترونية حيث يتم التعبير عن إرادة التعاقد عبر الإنترنت ، والوسيط هو شبكة ، كما أن توقيعاته رقمية إلكترونية ، طبيعته مزدوجة فهو بمثابة وثيقة تحكم العلاقة التعاقدية ب‎� أطرافه ، وفي ذات الوقت يعد بمثابة اتفاق على حقوق الملكية الفكرية . غموض لغة البرمجة بالنسبة للبعض لا يمثل مشكلة حقيقة أمام دقتها وقلة مصطلحاتها وسهولة التعرف عليها مقارنةً‏ بمعايير التفسير وفق العقل البشري .
ثقة أعلى ... إجراءات أقل
البعض يرى مزايا إضافية للعقود الذكية مقارنةً‏ بالعقود التقليدية ، كارتفاع معدلات الثقة والأمان فيها نظراً‏ لاعتمادها على تقنية آمنة تضمن التحقق من كود التشفير للعقد الذكي ، وكذلك إمكانية تتبعها بشفافية واعتمادها تقنية محمية من المتسلل‎� ، إضافةً‏ لكفاءتها نظراً‏ لعدم وجود وسطاء وتجاوزها للتعقيدات الإجرائية نتيجة تنفيذها التلقائي ، كما أن هذه العقود تتيح لأطرافها الوصول إلى المعلومات الكافية وتبادلها وفق آلية لا تحمل تعديلات أو تزويراً‏ أو تدليساً‏ أو غرراً‏ ، مما يقلل إلى حدٍ‏ بعيد
48 | Page