الهيئات الرقابية وتحديات الاستدامة والتمويل الأخضر
في عالمٍ يواجه تحدياتٍ بيئيةٍ كثيرة ومتزايدة يوماً إثر آخر ، يبرز التمويل الأخضر أداةً حيوية بالغة الأهمية معنيةٍ بشكلٍ واضحٍ وجلي لا بمواجهة تلك المشاكل ودعم الاستدامة المطلوبة ولا كوسيلةٍ ناجعةٍ لجذب الاستثمارات نحو مشاريع صديقةٍ للبيئة وفقاً لما عرف بمصطلح " التمويل الأخضر " فحسب ، ولكن أيضاً كمحفزٍ ومحرك أو ما يمكن أن نطلق عليه " دينامو " للابتكار والتطوير المستدام� .
في هذا السياق ثمة أدوار محورية للهيئات الرقابية على صعيد التمويل الأخضر لضمان فعاليته ونزاهته ، نعرض في مقالنا لتلك الأدوار بإيجاز .
أساسيات التمويل الأخضر
يعد " التمويل الأخضر " جزءاً حيوياً من الاقتصاد العالمي ، وبصورةٍ خاصة في الوقت الحالي وسط تعالي الأصوات المطالبة بحماية كوكب الأرض من التلوث ، وتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة ، واستدامة الموارد . كما يتم التركيز على دعم المشاريع والأنشطة ذات التأثير الإيجابي الواضح على البيئة بهدف تحفيز توجه رأس المال نحو الاستثمارات المستدامة التي تساهم في معالجة المشاكل البيئية ومواجهة التحديات الماثلة فيها ، كتغير المناخ والاحتباس الحراري والتلوث وارتفاع معدلات الانبعاثات الكربونية وفقدان التنوع البيولوجي وانعدام الأمن الغذائي والمائي ، وغيرها .
إلا أن هناك أساسيات عدة للتمويل الأخضر ينبغي مراعاتها ، يمكننا الإشارة إلى أبرزها بالنقاط التالية :
82 | Page