نحو أسواقٍ مالية إسلامية ... مستدامة ومتكاملة !
في الختام
نحو أسواقٍ مالية إسلامية ... مستدامة ومتكاملة !
شهد مجال " التعاون المحلي والإقليم والدولي " لدى هيئة أسواق المال نشاطاً محموماً في الآونة الأخيرة أفضى إلى توقيع العديد من اتفاقيات التعاون المشترك ، ومذكرات التفاهم مع العديد من الجهات المحلية والخارجية هدفت لتنسيق أوجه التعاون المشترك بينها في مختلف المجالات المتصلة بأنشطة الأوراق المالية .
ومما لا شك فيه ، أن لكلٍ من تلك الاتفاقيات أهميته ومستهدفاته . إلا أنني أعتقد أن لمذكرة التفاهم الموقعة مع معهد البنك الإسلامي للتنمية في الثامن عشر من شهر أبريل المنصرم أهمية استثنائية ومضاعفة باعتبارها إيذاناً بانتهاء مرحلة إعداد بدأتها الهيئة منذ سنواتٍ قليلة ، وبدء مرحلةٍ متجددة أراها - مغايرة-شكلاً ومضموناً ومستهدفاتٍ ونتائج ، خاصةً وأنها من المنتظر أن تفضي لوضع خارطة طريق للصناعة المالية الإسلامية تنتهي بإقرار إطارٍ تنظيمي وتشريعيٍ متكامل لتلك
-شرق أوسطية -على
الصناعة على صعيد أنشطة الأوراق المالية ، ويساعد الهيئة في امتلاك مقومات التحول لجهةٍ رائدة صعيد تلك الصناعة .
مذكرة التفاهم هذه ، تؤسس لشراكةٍ إستراتيجية لن تقف في حدود استهداف تقديم الدعم الفني ، والتعاون البحثي والتأهيلي لتطوير الصناعة المالية الإسلامية ، بل تتخطى ذلك – كما نصت صراحةً- للتوصل لإعداد " خارطة لتطوير الصناعة المالية الإسلامية في دولة الكويت ".
أعود للتأكيد مرةً أخرى بأن أهمية هذه الشراكة الإستراتيجية لا تنفي بحالٍ من الأحوال ما بلغته هذه الصناعة " كويتياً " من ريادة عالمية لا إقليمية فقط ، باعتبارها الحاضنة الأولى لتلك الصناعة ، إضافةً لكفاءةٍ مشهودة لأعمال الصيرفة الإسلامية منذ سبعينات القرن الماضي ، كما أن البنية التحتية لتلك الصناعة متينة وقوية على وجه العموم ، بما في ذلك الجانب المتصل بأنشطة الأوراق المالية منها ، ويكفي أن أشير في هذا الإطار إلى أن % 60 من الشركات المدرجة في بورصة الكويت متوافقة مع الشريعة الإسلامية ، أما قيم الموافقات الخاصة بإصدار الصكوك منذ عام 2016 فقد تجاوزت حاجز الخمسة مليارات دينار كويتي ، كما أن % 15 من إجمالي الأموال المدارة نيابةً عن الغير من قبل الأشخاص المرخص لهم وفقاً لنشاط
Page | 125