52 الزاوية التوعوية
التحوط والمخاطر في المعاملات المالية
مكتب التوعية
يتهيب البعض منا دخول عالم الاستثمار ويراه عالما ً محفوفاً
بالمخاطر ، في حن يراه البعض الآخر أقر السبل وأسهلها للثراء السرٍيع ، والحقيقة أن العوائد والمخاطر في الاستثمار عموماً وفي مجال أنشطة الأوراق المالية خاصةً كما نواحي الحياة الأخرى وجهان لعملة واحدة ، وجود أحدهما يقتضي بالضرورة وجود الآخر .
العائد المستهدف جراء الاستثمار يمثل ثمناً لتحمل المخاطرة أو عدم التأكد ، كما يعد تعويضاً عن مشاعر التخوف والقلق من الخسائر المحتملة . ويمكن القول حقيقةً بأن امتلاك المستثمر لمقومات الدراية والوعي الاستثماري المطلوبن من ناحية ، وقيامه باتخاذه إجراءات التحوط المطلوبة ، وبالتالي إدارة مخاطر استثماراته يغدو أمراً أكثر من مطلوب في حالات عدم الاستقرار الي تواجه اقتصادات اليوم ، والي تزيد معدلات المخاطرة . فما المقصود بالتحوط بالمفهوم الاقتصادي التقليدي والإسلامي ؟ وماذا عن صناديق التحوط في تريعات الهيئة وما هي ضوابطها ؟
التحوط والخطر بمفهومهما العام ... والاقتصادي
التحوط بمفهومه العام يعني الاتقاء والحماية من المخاطر والحد من الخسائر الممكنة ، وتقليل آثارها وتداعياتها ما أمكن . والتحوط يرتبط مباشرة بالخطر والذي يمكن اعتباره بصورةٍ -بالمفهوم العام- حالة نفسية تداهم الإنسان لمسببات مختلفة تفضي بمجملها لإمكانية حدوث غر مرغوب فيه ، لتسيطر شيءِ عليه مشاعر القلق والتردد حيال القرارات الي يتوجب عليه اتخاذها ، وتحديد أي هي الأنسب بالنسبة له . بل ثمة قراراتٍ مخاطر كامنة حتى في حال عدم قيامه باتخاذ قراره باستثمار أمواله والاحتفاظ بها في بيته فهناك مخاطر التضخم والسرٍقة المحتملة على سبيل المثال .
والخطر ، وإن كان موجوداً مذ خلق الإنسان - بفعل عوامل الطبيعة بصورة رئيسية- ، فإنه مرتبط إلى بعيد بالمستقبل حدٍ نظراً لعدم التيقن من أحداثه الي تدخل خانة عالم الغيب ، الأمر الذي يستحيل معه التنبؤ بها ، دون أن يعني ذلك تجاهل محاولات التنبؤ والتوقع استناداً للمعلومات التاريخية وتحليلها