في الختام
ھیئة أسواق المال و " كن جزءاً من رؤیة الكویت "
أعتقد جازماً أن الھیئة - من خلال إستراتیجیتھا الراھنة - تمضي قدماً وبخطى متسارعة للقیام بالدور المنوط بھا على صعید الإسھام في تحقیق الخطة الإنمائیة للدولة ) كویت جدیدة )، 2035 خاصةً وأن تلك الخطة كانت واحدةً من موجھاتھا الرئیسیة .
الخطة الإستراتیجیة الحالیة- وھي الثالثة للھیئة - والتي أعلنت عن إطلاقھا مطلع أبریل من العام 2023 وتمتد لغایة أبریل من عام 2027 جاءت متوافقةً مع متطلبات المرحلتین : الحالیة والقادمة ، واللتین تشھدان – وستشھدان – المزید من التغیرات الجذریة في مختلف مناحي حیاتنا بما في ذلك النواحي الاقتصادیة وتلك المتصلة بأنشطة الأوراق المالیة بطبیعة الحال . ولا أغالي كثیراً حین القول بأن عالمنا الیوم یقف على أعتاب التحول نحو اقتصادٍ جدید مغایر للأنماط الاقتصادیة التي طبعتھ بطابعھا منذ نشأتھ ، وأقصد بھ " اقتصاد المعرفة " الذي من المتوقع أن یمثل الناتج الرئیسي للثورة الصناعیة الرابعة التي نحیاھا الیوم ، والذي یرتكز بصورةٍ رئیسیة على الاستخدام واسع النطاق للتقنیات المبتكرة فائقة الحداثة التي ستغیر وجھ العالم بكل تأكید من خلال سعیھا لأتمتة ورقمنة الإنتاج وعلاقاتھ ، كما ھو الحال مع تقنیات الذكاء الاصطناعي ، وأنترنت الأشیاء ، والروبوتات ، وعلم الجینات الوراثیة ، والسیارات ذاتیة القیادیة ، وغیرھا الكثیر .
ومع الأخذ بعین الاعتبار امتزاج تلك التقنیات مع بعضھا من ناحیة ، وإلغائھا للحدود الفاصلة بین المادي والرقمي في عالمنا ، وسرعة انتشارھا الھائلة ، وابتكار المزید منھا كل یوم ، من ناحیةٍ ثانیة ، كل ذلك یزید التوقعات بتطوراتٍ متسارعة وتداعیاتٍ ملموسة على الأنظمة الاقتصادیة السائدة ، ونمواً في القطاعات التقنیة ، وتحولاً نحو اقتصاد المعرفة الذي سیمثل بكل تأكید أحد أبرز مقومات التنمیة المستدامة والقطاعات التقنیة التي یتوقع زیادة مساھماتھا في الناتج المحلي على حساب القطاعات الأخرى ، ومساھمتھا أیضاً
Page | 134