مجلة هيئة اسواق المال - العدد الثامن عشر ديسمبر 2024 | Page 39

أسباب الانتشار

معظم وقائع النصب والاحتیال تشیر لأسبا ‏ٍب عدة تساھم بشك ‏ٍل كبیر في توسع وانتشار الجریمة ، ك م ا تساھم أیضاً‏ في تمكین الجناة من الاتصال بعد ‏ٍد كبیر من الضحایا وفي وق ‏ٍت قصیر ، ومن ھذه الأسباب على سبیل المثال لا الحصر ما یلي :

الانفتاح العالمي

یقصد بالانفتاح العالمي ، الانفتاح على التكنولوجیا وتطور وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الاقتصادي العالمي . كل ذلك ساھم بشكلٍ‏ مباشر في تسھیل ارتكاب جریمة النصب والاحتیال ، فقد أتاح ذاك الانفتاح للعصابات الإجرامیة طرقاً‏ جدیدة وغیر تقلیدیة للوصول إلى ضحایاھا ، كان من أبرزھا ، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونیة المختلفة والتي التي تتیح للمحتالین الوصول إلى عد ‏ٍد كبیر من الأشخاص في وق ‏ٍت قصیر ، ھذا من ناحیة . ومن ناحیةٍ‏ ثانیة ، یتیح الانفتاح الاقتصادي العالمي وتكنولوجیا الدفع الإلكتروني والتمویل الإلكتروني للبنوك نقل الأموال بسھولة بین الدول ، مما یجعل من الصعب على السلطات القضائیة تعقب الأموال المسروقة او استردادھا .

ما یجب على البنوك فعلھ ؟

في الواقع ، یتوجب على البنوك العمل في ھذا الصعید على ع د م التوسع في تسھیل إجراءات التحویلات المالیة إلكترونیاً‏ ، ومحاولة إضفاء المزید من خطوات الأمان بما یتناسب مع م ب ل غ المعاملة ، فمثلاً‏ لا یجب أن تكون إجراءات تحویل مبلغ عشری ن دینار مماثلةً‏ للإجراءات المتبعة ع ن د تحویل مبلغ عشرین ألف دینار !
ھذا ، وقد أثبت الواقع العملي أن أغلب الجرائم المرتبطة بالاستیلاء على حساب الضحیة البنكي إنما تتم بخطوتین ، الأولى تتم بعد تمكن الجاني من إیھام الضحیة ، والثانیة بعد أن یتحصل على البیانات الخاصة بالحساب ، لا شك أن الضحیة ھو المخطئ الأول في ھذا الأمر ، ولكن یبقى للبنك دور مھم في إسباغ العدید من خطوات الأمان .
Page | 39