بسم الله الرحمن الرحیم ، نرحب بكم إخواننا وزملاءنا السابقین ، مشكورین على ھذا اللقاء . الحمد للھ أنني من الناس المحظوظین الذین قضوا جزءاً من حیاتھم المھنیة في سوق الكویت للأوراق المالیة والذي أعتبره من أھم الكیانات الاقتصادیة والاجتماعیة أیضاً ، وذلك نظراً لما یتیحھ من سھولة في بناء علاقات تواصل مع الجمیع . السوق حقیقةً كان ملتقى اجتماعیاً ، الوصول إلیھ متاح للجمیع ، ویقصده الجمیع ، ولم یكن یوماً حكراً على شخصٍ دون آخر .
أنا أعتقد بالفعل أني محظوظ حینما سمحت ظروفي بالعمل لفترة في سوق الكویت للأوراق المالیة " وسیطاً على الكاونتر " بدایةً ، قبل أن أتدرج في عملي لأصبح رئیساً تنفیذیاً للشركة ، تدرجت في ھذه المرحلة من وسیط إلى وسیط أول ، ثم مدیر مرحلة ، فنائب مدیر ، ثم رئیساً تنفیذیاً ، ومنھا إلى مجلس الإدارة . التدرج ھذا یجعلك تعایش تطورات كل مرحلة ، وتكتسب خبراتھا .
ھناك نقطة ثانیة انتقالك من بیئة معینة إلى بیئة أخرى مغایرة تزودك بدورھا بخبراتٍ شخصیة إضافیة ، لاسیما حینما یكون ذلك في جوٍ من الطیبة والجدیة والبساطة التي كانت سائدة في مجتمع البورصة حینھا .
وحقیقةً ، كانت العلاقات الاجتماعیة بین متعاملي السوق ومرتادي صالة التداول فیھ قویة جداً تعكس الروابط الوثیقة التي تربط أفراد المجتمع الكویتي . قاعة التداول یمكن أن یتواجد فیھا أعدادٌ كثیرة یومیاً ، الكل یعرف الكل ، مجتمع البورصة كان متماسكاً متسامحاً ، لا أخطاء ، ولا إساءات ، الأخطاء إن وجدت تكون غیر مقصودة وعفویة ، الثقة بین الناس كانت موجودة بالفعل . وھذه في الواقع ھي عادات أھل الكویت وطباعھم .
Page | 48