بالنسبة لي ، بدأت حیاتي المھنیة موظفاً في البلدیة ، وكانت لي احتیاجات مالیة لتأسیس بیتي وتأمین مستلزماتي ، الأمر الذي دفعني لمزاولة أعمالٍ عدة في ذات الوقت ، صباحاً في البورصة ، عصراً في البلدیة ، وبینھما كنت أتابع دراستي الجامعیة في جامعة الكویت قبل أن أوقف قیدي الدراسي في سنتي الدراسیة الرابعة - لظروفٍ خاصة – بعدھا تركت الجامعة لظروف الغزو الغاشم على دولتنا العزیزة ، قبل أن أكمل دراستي الجامعیة في الجامعة العربیة إبان افتتاحھا في عام 2002 لأتخرج منھا في عام
. 2006
بعد التخرج ، عملت في البلدیة ل 27 سنة ، وبعد ذلك استلمت مھامي كمدیر مكتب تداول ، وأصبحت " ابن السوق " بشكلٍ رسمي- كما یقال- . ثم عملت بعدھا نائباً للرئیس التنفیذي لمكتب " التجاري للوساطة المالیة " لسنتین قبل أن أصبح رئیساً تنفیذیاً بین عامي (2007- 2014 ). في عام 2014 تقاعدت بعد خدمة 33 سنة ،
بعد ذلك ، اتجھت للعمل السیاسي وتقدمت للانتخابات التكمیلیة في مجلس الأمة ) التنافس على مقعد عضویة النائب نبیل الفضل – رحمھ الله- ( لم یحالفني التوفیق . بعد الانتخابات عدت للعمل في السوق من خلال الشركة الكویتیة للاستثمار حتى عام . 2021 في دیسمبر من عام 2021 شاركت في حكومة سمو ولي العھد الحالي الشیخ صباح الخالد كوزیرٍ للتجارة . في العام التالي 2022 كللت مشواري المھني بالعمل مع سمو رئیس مجلس الوزراء الشیخ أحمد النواف .
• الأخ فھد : على مدار عقودٍ ثلاثة ، تنقلتم بین مواقع مسؤولیات كثیرة ، كما شغلتم مناصب عدة ، بدءاً بعضویة ورئاسة مجالس إدارة عدة بشركاتٍ وساطة مالیة ، وانتھاءً بمناصب وزاریة ، كیف تقیمون تجربتكم المھنیة ؟ ماذا أضافت لكم وماذا أخذت منكم بالمقابل ؟
حقیقةً ، أقول كافة المھام والمسؤولیات والممارسات تؤكد أن الإنسان- كإنسان ، لا كقناصٍ أو صیادٍ للفرص- إذا أراد اكتساب الخبرات یجب أن یبدأ من البدایة ، مرورك بالمراحل الوظیفیة المختلفة ، موظفاً ، مراقباً ، مسؤولاً یكسبك الخبرة المطلوبة ویساعدك على رؤیة المشھد كاملاً ، كموظف كبیر ربما لا ترى المشاكل الصغیرة . غیاب موظف صغیر - كعامل البوفیھ مثلاً- قد یؤثر على العمل . یجب أن یدرك جمیع موظفي الشركة – كبیرھا وصغیرھا- أھمیة عملھ ، حتى أولئك العمال الذي یقدمون الخدمات المساعدة ، والعمل بروح الفریق ، لكل عمل أھمیتھ ، غیاب أحدھم یؤثر على العمل ككل . وھنا یجب علینا جمیعاً ألا نبخس الناس أھمیة عملھم أیاً كان . أذكر ھنا قصة الرئیس الأمریكي جون كیندي مع عامل النظافة في وكالة الفضاء الأمریكیة - ناسا- ) في الفترة التي أصیب فیھا المجتمع الأمریكي بالصدمة في أعقاب التفوق السوفیتي في غزو الفضاء ( حینما توجھ الرئیس الأمریكي بسؤالھ لعامل النظافة المنھمك بعملھ بجدٍ وحیویة : ماذا تعمل ھنا ؟ فكان جوابھ واثقاً : " أنا أعمل ھنا لأرسل أول إنسان إلى القمر " وكان یرى دوره أبعد بكثیر من عامل نظافة ! ھناك إیمان بالمھمة . وعندما نتمكن من مد الإنسان بمثل ھذا الشغف سنصل للقمر بكل تأكید !
Page | 49