• الشأن الاقتصادي والمالي والاستثماري كان -ولایزال- في صلب اھتماماتكم . ماذا عن الجوانب الأخرى كالسیاسة مثلاً أم أنھا توارت في ظل غلبة الجانب الاقتصادي ؟
جوھرة التاج ھو الاقتصاد ، والاقتصاد ھو سید العملیة كلھا ، إذا كان الاقتصاد في حالةٍ طیبة وبإدارة أشخاص أكفاء تجده یخدم الدولة ، بالنسبة للجانب السیاسي أعتقد أن السیاسي لدینا موضع تقدیر من شعبنا . إلا أن الاقتصاد یبقى أولاً ، الحاجات الأساسیة للإنسان منذ ولادتھ ھي اقتصادیة بالدرجة الأولى ) مأكل ، مشرب ، ....) وھي سبب الصراع الإنساني ، قد تقاتل من أجل الماء ، معظم الصراعات البشریة تنبثق في جوھرھا من غریزة الحاجة للغذاء ، أي أنھا اقتصادیة ، مع توافر الغذاء تظھر الحاجة لحمایتھ ودیمومتھ ، وھنا تبدأ مھام " التخزین " خوفاً من فقدانھ . ھنا نتساءل كیف تمكنت بلدنا الحبیبة الكویت من تجاوز تداعیات الغزو العراقي الغاشم ، ما الذي جعلھا تحتفظ بثقة شعبھا وتأیید الدول الأخرى لحقوقھا ، بلدنا محترمة بلا شك ولدیھا اتزان سیاسي مشھود ، ولدیھا أیضاً حریة سیاسیة أعتبرھا نادرة في الوطن العربي وھذه قضیة لیست سھلة على الإطلاق . كل ذلك جید ، إلا أن الوضع المالي یضیف قوة إلى الموقف السیاسي ، فالكویت - وللھ الحمد والمنة- صاحبة أیادٍ بیضاء على دول كثیرة ، وھذا ما دعم المواقف المؤیدة لحقوقنا . الاقتصاد في الواقع ساعدنا كثیراً في حشد المواقف لصالحنا ، وھذه طبیعة بشریة ، حتى في الواقع الاجتماعي ھناك تفضیل لمن یملك عمن سواه لاسیما مع امتلاك مقدرات القبول الاجتماعي الأخرى . ونحن في الكویت مع اتزاننا السیاسي ووقوفنا إلى جانب الحق والمبادئ الإنسانیة إضافةً لمتانة اقتصادنا ووضعنا المالي ، كل ذلك ، جعل مشكلة الغزو تنتھي بسرعة -وللھ الحمد- .
• الكویت الیوم أمام فرصةٍ حقیقیة لتحقیق الرؤیة الأمیریة السامیة التي تستھدف تحسین معیشة المواطن ، وتعزیز تنافسیة الاقتصاد الكویتي - كما صرحتم في أحد اللقاءات - ماذا عن ھذه الفرصة ؟ وما ھي مقوماتنا لتحقیق النقلة النوعیة المنتظرة ؟
حقیقةً ، نحن جاھزون في الكویت ، ونسیر في مسارنا الصحیح من سنة ، 1960 وما حصل ف ي الكویت سنة 1990 یطلق علیھ – لي عنق أو تغییر اتجاه- كنا في اتجاه وأصبحنا في آخر . ولا أبالغ إن قلت بأن ما حصل لم یؤثر على الكویت أو الوطن العربي فحسب ، بل على العالم كلھ ، شيء لا یوصف سبب شرخاً لھ آثار وتداعیات لم تندمل بعد . الشرخ سبب انحرافاً عن المسار إلا أنھ لم یكسرنا ، والحمد للھ استمرینا ، دائماً ما نتكلم عن الغزو ، فنقول الغزو والغزو ، الغزو في ذاكرتنا ھذا جید ، لكن ھل استفدنا من تجربتنا تلك ؟ إن شاء الله نكون قد استفدنا ، نحن سائرون في المسار ، لكن ھناك أمور قد تؤثر على مسارك . عندما ترى دولاً تتحدث عن خطة عشرینیة ، أنت لست مطالباً بالالتزام بھا بنسبة %، 100 من الطبیعي أن تحید عنھا قلیلاً ، لكن ھناك دوماً ما یطلقون علیھ " تصویب أو تصحیح " مسارك أو قراراتك أو تعدیل الاتجاه قلیلاً . ھناك تقویم لانحرافك عن الخطة ، وإلا ضاع منك ما حققتھ وأضعت المسار . الانحراف القلیل لدینا یجب ألا یمنعنا من رؤیة المسار ، الأمر أراه سھلاً جداً نظراً لامتلاكنا الإمكانات والقدرات المطلوبة ، ھناك " ربكة " قلیلة في الموضوع السیاسي ، ثمة أخطاء ھنا .
Page | 51