نحن - وللھ الحمد- تحت قیادة صاحب السمو الأمیر الشیخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – حفظھ الله ورعاه- و س م و ولي عھده الأمین الشیخ صباح خالد الحمد الصباح - حفظھ الله ورعاه- ، ورئیس مجلس الوزراء سمو الشیخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح – حفظھ الله- ، الیوم أمام تعدیل المسار . الأمر قد یكون مكلفاً قلیلاً ، وقد یؤخرنا لبعض الوقت ، لكن بالمقابل ھناك عمل كثیر وھذا ما نتمناه .
وھنا أود الإشارة إلى ما تشھده المنطقة والعالم ، عدوان إسرائیلي على غزة ولبنان ، وتوتر في العراق والیمن وإیران . المنطقة ملتھبة ، حمانا الله وحمى الجمیع . الیوم أنت في مكان محاط بالتوترات والاضطرابات ، وھذا یشغل تفكیرك لوقت طویل ، أنت مطالب بترتیب امورك وأولویاتك ، علینا الحفاظ على المخزون الإستراتیجي الغذائي والدوائي ، ناھیك عن التفكیر بمستقبل أولادك . في مرحلة ما كنت تمتلك ریادة التقدم إقلیمیاً ، الیوم أنت مطالب بتأمین حدودك ، براً وبحراً وجواً ، تأمین فرص عمل ، متابعة أسعار النفط .
نحن سائرون في طریقنا ، أمورنا جیدة ، لدینا استثمارات ، نمتلك واحداً من أقدم الصنادیق السیادیة في العالم ، نحن بین عامي 1980-1960 حققنا تطوراً مشھوداً ، كنا لؤلؤة الخلیج ، قد نكون قد تراجعنا قلیلاً إلا أننا مواصلون السیر على ذات الطریق . ھناك مجالات كان من الممكن أن ننجز أكثر في إطارھا ، كما ھو الحال مع میناء الشیخ مبارك ، تأھیل جزر بوبیان ، إضافةً للسیاحة .
بمناسبة الحدیث عن السیاحة ، نحن شعب یحب السیاحة ننفق نصف أموالنا على السیاحة ، یتوجب علینا توطین السواح الكویتیین ، الدولة الیوم تستثمر في الخارج ، تنشئ صنادیق استثمار ، من الممكن جداً الاستثمار في بلدنا ، من الممكن قیامنا بتنفیذ مشاریع ضخمة وبدلاً من توجھنا لسواحل العالم بغرض السیاحة بإمكاننا الاستثمار في سواحلنا وتحویلھا لشواطئ عالمیة . المتطلبات موجودة والإمكانیات متوافرة ، لدینا إنفاق حكومي وإنفاق أھلي ، وإنفاق قطاع خاص . ولدینا أیضاً شركات متمیزة وبنوك من بین الأفضل في العالم تمنح قروضاً لدول العالم . وكما ذكرت سابقاً في حكایة السید إبراھیم دبدوب – ذكره الله بكل خیر- مع الحكومة التركیة . لیس عیباً ونحن لیس لدینا مشكلة في الاستفادة من التجارب والقصص الناجحة من حولك ، ربما تأخرنا قلیلاً ، ھناك من سبقنا في الاستفادة من المعلومات والطاقات ونجحت .
فرصة الیوم أنك غیر مطالب بإعادة تجارب الآخرین مرة أخرى ، بإمكانك البدء من حیث انتھوا . سابقاً ، كانت ھناك موانع كثیرة ، كالتراشق السیاسي والدورة المستندیة المطولة ، وغیرھما .
نحن الیوم في مرحلة جدیدة ، لدینا تعدیلات ، وإصلاحات إداریة كثیرة ، لدینا عمل یتطلب جھداً كبیراً بالفعل . من ناحیةٍ أخرى ، علینا تحدید المستھدفات القادمة بدقة ، وعلینا معالجة الترھل الحكومي ، على سبیل المثال ، في الخطوط الجویة الكویتیة – الناقل الوطني- لدینا 30 طیارة ونحو 6000 آلاف موظف بمعدل 200 موظفاً لكل طیارة ! إما أن نزید عدد الطیارات أو نقلل عدد الموظفین . أمام ھذا الترھل یمكن لشركة في القطاع الخاص بمؤھلات قلیلة التفوق على الناقل الوطني .
Page | 52