عبق الر يادة 13
عطاء .... مستدام!
« عبد الله عبد اللطيف العثمان » اسقمٌ غني عن التعريف ، أحد رجالات الكويت الأفذاذ ، أديب وشاعر ، اقتصادي مرموق ، ذاع صيته بأعمال الخير والإحسان والكرم والجود الي قل نظيرها ، جسَ قدَ الآية الكريمة « والذين في أموالهم حققٌ معلوم للسائل والمحروم » خير تجسيد ، حينما شارك أصحاب الحاجة في ماله ، ومال أولاده من بعده ، اسمه اقترن على الدوام بذكر حسن وثناءٍ عطر خلداه في ذاكرة الكويت ، أمس واليوم وإلى ما شاء الله ، تمامقاً كمشاريعه الخيرية الي لم ينقطع عطاؤها رغم رحيله منذ أكثر من ستين عامقاً. الأخلاق الفاضلة ، التسامح ، الكرم والأصالة ، استشعار مراقبة الله
وفعل ، التفاني في الأعمال الصالحة ،
وطلب رضوانه في كل قولٍ نرة العلم والأدب والشعر ، استعداد دائم للبذل والعطاء
ومساعدة الآخرين كانت خصالاً رئيسة للراحل المحسن الكبير ، إضافة لاستراف المستقبل في لفتقةٍ غير مسبوقة تستهدف استدامة الإحسان ودوام العطاء لما بعد الرحيل ولأجل لا يعلمه إلا الممولى عز وجل. السطور القليلة القادمة تمثل « غيضقاً » من فيض تجربته
ً
الحياتية الحافلة والخالدة في آن ، وهي تلخص بكل تأكيد جزءا من تجربة أسرة آل العثمان الكريمة ، ومعها جزءاً من حقبة ثرية من تاريخ وطننا الكويت.
من الإحساء .... إلى الكويت
الراحل « عبد الله عبد اللطيف العثمان » سليلة أسرة آل العثمان العريقة الي تعود أصولها لقبيلة سبيع بن عامر « العماير » من بني خالد في منطقة الإحساء في الجزيرة العربية. أما عميد العائلة في الإحساء فهو « محمد بن عثمان » في القرن السابع عر المميلادي ، والذي كان ابنه أحمد أحد شيوخ المذهب المالكي. أما جد الراحل « عبد الله العثمان » فهو مؤسس عائلة العثمان في الكويت « عثمان بن أحمد بن عثمان «، والذي تنقل بين البحرين والكويت في أوائل القرن التاسع عر ومارس التجارة قبل أن يستقر في الكويت في عام 1840 ليؤسس عائلته وينجب أربعة أولاد( عبد الله ، يوسف ، فاطمة ، لولوة (. أما « المحسن الكبير » المرحوم « عبد الله العثمان » فقد ولد في الكويت في العقد الأخير من القرن التاسع عر ، وتحديداً في عام
1897 في حي « القبلة » بسكة « ابن دعيج «، بدأ تعليمه لدى كتاب تلك الحقبة. قبل أن ينتقل للمدرسة المباركية ويحقق مع أخيه الملا عثمان تميزاً واضحقا ً ، لاسيما في علوم الحساب والفقه ليتم ترشيحهما
للعمل كمدرسين في المدرسة ذاتها قبل أن يتجاوزا العرين من عمرهما. في أواسط ثلاثينات القرن الماضي ، اتجه مع إخوته لتأسيس مدرسة لتعليم مختلف العلوم مع التركيز على اللغة العربية وعلوم الفقه والحساب ، فكانت مدرسة « العثمان «، وبعد
مضي سنواتٍ عدة ، ترك « العثمان » التدريس ليتجه نحو العمل الحكومي في بلدية الكويت قبل أن يعين مديرا ً لها ، إضافقةً
لإمامته مسجد قر نايف. همته العالية ونشاطه المتقد دفعاه لترك الوظيفة في عام 1948 وافتتاح مكتب عقاري في منطقة « المرقاب » ليمارس البيع والراء العقاري إضافقةً لتجارة اللؤلؤ بروح تجارية سمحة ،
ٍ كما اشترى في تلك الفترة كثيراً من الأراضي خارج السور بأسعار
زهيدة قبل أن ترتفع قيمها بدرجاتٍ عالية بعد اكتشاف النفط ، ويحقق ثروة كبيرة زادته تواضعقاً.
علم ومال ... تفرد ومواهب متعددة
يمكن القول بأن مسيرة الراحل » العثمان » كانت تجسيدا ً حيقاً
لقول أمير الشعراء « أحمد شوقي «: بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك على جهل وإقلال فالعلم والمال كانا ركيزتاه الرئيسيتان لبناء مجده ، فقد كانت مجالسه في ديوانيته ندوات أدبية ، وأحاديث دينية وعلمية ، أخصبت في نفوس الناس محبة وتقديراً ، ً إضافة لممارسته مهمة التدريس في مدرسته الأهلية ، كما كان إمامقاً وواعظقا ً في مسجد العثمان ، امتدت مواهبه لتشمل صيد اللؤلؤ على سفينة
ٍ يمتلكها ، وتشمل أيضقا ً معالجته للمرضى بالطب البديل مجانقاً
من خلال صيدليته ، أما موهبته الشعرية المتفردة فنتلمس بعضها في ديوانه « ديوان العثمان » الذي أصدره باللغة العربية الفصحى ، وقد بدأه بأبيات- أعقبت صورة فوتوغرافية له- تنم عن حكمة وحنكة كانتا خلاصة تجربته الحياتية الحافلة:
صورتي هذي دليل ناطق عن رحيلي وإن طال العمر سوف أفنى ثم تبقى صورتي شبه ذكرى أو بطيّات القدر
ٍ شاملٍ
فعسى ربي بلطف يقبل التوب إذا آن السفر