مجلة هيئة اسواق المال - العدد الثاني والعشرون ديسمبر 2025 | Page 14

‎14‎
المتسامح ‏.....‏ أبو الفقراء
الراحل « العثمان » كان يعتبر المال وسيلة لا غاية ، وكان العمل الخيري إحدى سماته-‏ كما سائر الكويتيين-‏ الذين جبلوا على الإحسان وأعمال البر والخير. إحسانه للفقراء والمحتاجين معروف للقاصي والداني داخل دولة الكويت وخارجها ، أيام
ٌ
زكاة ماله كانت تشهد ازدحامقاً‏ غير مسبوق ، الأمر الذي جعل من « زكاة العثمان »- أولى لجان الزكاة في العر الحديث- أكثر الأعمال الخيرية تجلياً‏ في ذاكرة الوطن ، كما أصبحت مضرب المثل في تلبية حاجة المحتاجين ومد يد العون لهم. في ذات السياق ، كان المرحوم حريصقاً‏ على حصول الفقير على ذات الرعاية الصحية الكاملة الي يحصل عليها الغني ، إذ تكفل بمصاريف جناح كامل في المستشفى الوحيد في ذاك الوقت « المستشفى الأمريكاني » وهو ما استمر بعد وفاته مع تخصيصه ببنقدٍ‏ في وصيته بما يضمن استمرارية توفير الرعاية للفقراء بعد رحيله. كما كانت ولائم الإفطار اليومية في شهر رمضان ملتقى يوميقاً‏ له ولأبنائه مع الفقراء. من جانب ‏ٍآخر ، كان الراحل « العثمان » مغرمقاً‏ ببناء المساجد ،
من حولي وخيطان
بدأها ببناء ثلاثة مساجد في الكويت( في كلٍ‏ والعقيلة ‏(،‏ أياديه البيضاء امتدت لخارج الكويت حيث بنى
مسجداً‏ في لبنان وآخر بدمشق مرفقا ً بمستشفى خيري ومدرسة إسلامية ومجمع تجاري ، كما وصلت اسهاماته الخيرية للجزيرة العربية والجزائر والمغرب ، وغيرها. في الإطار ذاته ، كان « العثمان » متمسكاً‏ بجوهر الإسلام ورسالته ، إذ كان حريصاً‏ كل الحرص على وسم أعماله الخيرية بطابع المحبة والتسامح ، هذا ما نجده في بنائه مسجداً‏ في منطقة مسيحية ورعايته دور أيتام لجاليات من دياناتٍ‏ أخرى.
وصايا ‏...‏ ومشاريع خيرية مستدامة
كتب المرحوم « العثمان » وصيتين ، الأولى منهما كانت بتاريخ
‎1956‎ / 6 / ‎30‎ بدأها بقوله تعالى: « يا بنيَ‏ إنَ‏ الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ‏«،‏ مذكراً‏ أبناءه بتقوى الله والاعتصام بدينه ، قبل أن ينتقل للتوصية بثلث ماله-‏ والذي كان جٌلٌه للعمل الخيري-‏ راعى فيها تراتبية معينة( المساجد ، المستشفى الأمريكاني ، الأقارب وصلة الرحم وإسقاط الدين ، ثم الأبناء وحق الوصاية ‏(.‏ أما الوصية الثانية فقد كانت بتاريخ‎13‎ ‎1962‎ / ‎11‎ / وجاءت تأكيداً‏ للوصية الأولى ، وتختلف عنها بإضافة بنود والتراتبية والمقاربة والأسلوب ، بدأها- بعد الدعوة لتقوى الله والاعتصام بدينه- بالجانب التنظيمي( إدارة أموال الثلث) بالقول: « وأقول
إن ثلث مالي العام تتولى عليه دائرة الأيتام في الكويت بصفتها دائرة حكومية وذلك بالاشتراك مع الصالح من ورثي لتنميته والإنفاق من إيراده في سبيل الخير وللمشاريع الخيرية سواءً‏ في الكويت أو في البلاد العربية والبلاد الإسلامية ‏»،‏ وقد اخزل جوهر إدارة الثلث في جوانب ثلاثة( صفة الوصي ، صفة المشارك من الورثة ، صفة المشاركة ‏(.‏
ثالوث: العلم ، والمحبة ، والإيمان هو ما يجب أن يؤطر خياراتنا الحياتية.
بعيداً‏ عن أعمال البر سالفة الذكر ، ثمة مشاريع خيرية أخرى خارج الكويت ، بعضها يعتمد تمويلاً‏ من الثلث ، وأغلبها ذو طابع
ٍ مستدام وطبيعة متنوعة ، كجائزة العثمان في حفظ وتجويد
القرآن الكريم في المملكة المغربية ، ومركز الرحمة للتنمية والتأهيل في تونس ، ومركز العثمان الطبي وملحقاته في محافظة الأقر في جمهورية مر العربية ، ومروعي مجمع العثمان ، وإفطار صائم في اليمن ، وغيرها الكثير.
للخير ‏...‏ دار
« دار العثمان » كما ورد في نبذتها التعريفية ، دار لأسرة آل عثمان بكافة أفرعها تعنى بخدمة المجتمع الكويي بكافة أطيافه ، شعارها“ وللخير دار ‏”.‏ فهي دار تشع بالخير في الكويت وخارجها من خلال متابعة المشاريع الخيرية الي يقوم بها ثلث المرحوم عبد الله عبد اللطيف العثمان ، إضافقةً‏ للخدمات المقدمة لأسرة آل عثمان بكافة فروعها ، وتوفير البيئة الداعمة لاحتياجات أبنائها « المادية والاجتماعية » من خلال فريق عمل متخصص ، إضافقةً‏ لتقديم خدمات مجتمعية في مجالات مختلفة ، صحية ٍ وتعليمية ، ودعم للمرأة ، وغيرها. مع التركيز على فئات محددة هي الأكثر احتياجقاً‏ بين الرائح المجتمعية المختلفة ، كالفقراء
ً
والأيتام. بالزامن مع تنمية الثلث الخيري ، الذي يمثل واحدا من أضلاع المثلث الذي يمثل في جوهره العمل الخيري الذي انتهجه المرحوم عبد الله العثمان وأخوته وإرثهم العائلي في ميادين العمل الخيري والتربوي والذي أوصى به في وصيته.