حوار العدد 39
نرحب بداية بالسيدة طيبة القطامي ، ونتقدم إليها بتقديرنا لقبولها دعوتنا ضيفةً كريمة في حوار الإصدار الحالي من المجلة.
مشكورين على استضافي في مجلة هيئة أسواق المال- ما قرتوا- أهلاً بكم في « كي دي كاو » KDCow.
الأخت طيبة: قبل أن نستعرض معاً أبرز محطات تجربتكم المهنية الغنية ، نرغب في التعرف على السيدة طيبة « الإنسانة «، البدايات ، المراحل التعليمية ، دور الأسرة في حياتكم ؟
دور الأسرة مهم للغاية في حياة أي إنسان ، والأسرة- في الحقيقة- هي الركيزة الأولى لمستقبل الإنسان ، بالنسبة لي كانت بداياتي وحياتي التعليمية مثلما ذكرتم في مقدمة الحوار ، وفي الواقع كان الدور الأهم في بداية حياتي لجدي جاسم القطامي- رحمه الله- حيث كان أول من وجهني للدراسة ، كما كان لتوجيهاته ونصائحه دورها ، وكذلك الحال بالنسبة لوالديَ اللذين لم يقرا بتوجيهي وتشجيعي سواءً في الدراسة بمراحلها المختلفة أم في جوانب حياتي كلها بلا استثناء.
أم محمد ، هل كان لتخصصكم الأكاديمي في « المحاسبة » دور
من توجهاتكم نحو عوالم المال والاستثمار ؟ في تحديد جانبٍ أحب بدايقةً ان أتوجه بشكري وتقديري لدولتنا الحبيبة -الكويت- لإتاحة فرصة البعثات الدراسية لأبناء وطننا- وأنا منهم- لاستكمال تعليمهم في الخارج في مختلف التخصصات للبعثات الدراسية. بالنسبة لي ، حينما أتيحت لي فرصة الابتعاث للدراسة في الخارج ، كنت أمام خيارين اثنين: إما التخصص في تقنية المعلومات أو المحاسبة. نصائح الأهل -وتحديداً الوالد- كانت باختيار المحاسبة ، و في الواقع عملت بنصائح الوالد. وبعد إكمالي البكالوريوس بسنواته الأربع ، رأيت أنه من الضروري إكمال دراسي في ذات التخصص والجامعة لسنةٍ خامسة للحصول على الماجستير ، وهو ما حصل بالفعل. علم المحاسبة- في واقع الأمر- منحني فرصة الإلمام بأساسيات عمل الركات من خلال تحليل بياناتها ، والوقوف على آليات اتخاذ القرارات فيها ، وربما شكل دافعقاً إضافيقا ً لي للميل نحو عالم الاستثمار. حينها تأكدت أن بدايي ستكون- بلا شك- نحو الاستثمار ، خاصقةً وأن ميولي نحو الاستثمار دعمتها موهبة بهذا العلم ، ووجدت في شركة العائلة فرصة سانحة لإظهار موهبي بعلم المحاسبة وممارسته على أرض الواقع لأكثر من عام ، الأمر الذي
منحني خبرة عملية كبيرة لا على صعيد تحليل بيانات الركات وآليات إدارتها فقط ، بل أكد ميولي نحو عالم الاستثمار ليشكل الحيز الأكبر من حياتي المهنية والعملية في مرحلقةٍ لاحقة. وربما كانت هذه بالفعل الأسباب الحقيقية وراء ميولي نحو الاستثمار أكثر.
كان لافتاً أن تكون بداية حياتكٍ المهنية في المجال الأكاديمي ٍ « كمعيدة جامعية » قبل ابتعادك نهائياً عن ذلكٍ ، ما تعليقكٍ على ذلكٍ ؟
في الواقع ، ربما كنت محظوظة في بداية دراسي أني صادفت بروفسوراً لا يؤمن بالكتب- أقصد لا يؤمن بالجانب النظري- من الدراسة ، إذ كان تركيزه على الجانب العملي. منذ اليوم الأول لدراستنا حيث كان يقوم بتحليل ميزانيات الركات ، ويرك الطلبة في ذلك من خلال تكليفهم كمجموعات في اختيار شركات ما وتحليل بياناتها المالية. لم يكتف بتحليل ميزانيات الركات ، بل إنه كان يطلعنا على ميزانيات الدول أيضاً ، ومن هنا اكتشفنا أهمية المحاسبة بالنسبة للدول أيضقاً. اللافت في الموضوع أن هذا البروفسور دفعنا كطلبة للتفكير خارج الصندوق ، ومع حصولي على درجاتٍ عالية تعزز ميولي
نحو المحاسبة أكثر وأكثر ، بل إنني لا أبالغ حين القول إني وجدت شغفا ً لديَ نحو المحاسبة ، والي- أعتقد جازمقةً- أنها أبعد كثيراَ
من مجرد أرقام ، بل أراها تعكس واقع حال الركة ونشاطها ونموها.
ٌ لديَ شغف
دائم لتعلم الجديد كل يوم ، ما دمت أتعلم فأنا موجودةّ!
أم محمد: شغلتم مواقع عدة في مجالات مختلفة ، كما توليتم مناصب إدارية متعددة. ماذا أضافت لكم هذه المسؤوليات ؟ وماذا أخذت منكم بالمقابل ؟
ً
بدايقةً ، أود الإشارة إلى أن أي عمقل أقوم به لابد أن يكون نابعقا ٍ
من القلب وبعد تام. هذا أولاً. ثانيقا ً ، في كل عمل أقوم به
اقتناعٍ دائمقاً ما أجد جوانب يجب تحسينها وتطويرها- وهذا ما أقوم
به- وهذا الجانب بالذات لا يترك لديَ أي وقت فراغ ، بل إنني