مجلة هيئة اسواق المال - العدد الثاني والعشرون ديسمبر 2025 | Page 39

حوار العدد ‎39‎
نرحب بداية بالسيدة طيبة القطامي ، ونتقدم إليها بتقديرنا لقبولها دعوتنا ضيفةً‏ كريمة في حوار الإصدار الحالي من المجلة.
مشكورين على استضافي في مجلة هيئة أسواق المال- ما قرتوا-‏ أهلاً‏ بكم في « كي دي كاو » KDCow.
الأخت طيبة: قبل أن نستعرض معاً‏ أبرز محطات تجربتكم المهنية الغنية ، نرغب في التعرف على السيدة طيبة « الإنسانة ‏«،‏ البدايات ، المراحل التعليمية ، دور الأسرة في حياتكم ؟
دور الأسرة مهم للغاية في حياة أي إنسان ، والأسرة- في الحقيقة- هي الركيزة الأولى لمستقبل الإنسان ، بالنسبة لي كانت بداياتي وحياتي التعليمية مثلما ذكرتم في مقدمة الحوار ، وفي الواقع كان الدور الأهم في بداية حياتي لجدي جاسم القطامي- رحمه الله-‏ حيث كان أول من وجهني للدراسة ، كما كان لتوجيهاته ونصائحه دورها ، وكذلك الحال بالنسبة لوالديَ‏ اللذين لم يقرا بتوجيهي وتشجيعي سواءً‏ في الدراسة بمراحلها المختلفة أم في جوانب حياتي كلها بلا استثناء.
أم محمد ، هل كان لتخصصكم الأكاديمي في « المحاسبة » دور
من توجهاتكم نحو عوالم المال والاستثمار ؟ في تحديد جانبٍ‏ أحب بدايقةً‏ ان أتوجه بشكري وتقديري لدولتنا الحبيبة ‏-الكويت-‏ لإتاحة فرصة البعثات الدراسية لأبناء وطننا- وأنا منهم-‏ لاستكمال تعليمهم في الخارج في مختلف التخصصات للبعثات الدراسية. بالنسبة لي ، حينما أتيحت لي فرصة الابتعاث للدراسة في الخارج ، كنت أمام خيارين اثنين: إما التخصص في تقنية المعلومات أو المحاسبة. نصائح الأهل ‏-وتحديداً‏ الوالد-‏ كانت باختيار المحاسبة ، و في الواقع عملت بنصائح الوالد. وبعد إكمالي البكالوريوس بسنواته الأربع ، رأيت أنه من الضروري إكمال دراسي في ذات التخصص والجامعة لسنةٍ‏ خامسة للحصول على الماجستير ، وهو ما حصل بالفعل. علم المحاسبة- في واقع الأمر-‏ منحني فرصة الإلمام بأساسيات عمل الركات من خلال تحليل بياناتها ، والوقوف على آليات اتخاذ القرارات فيها ، وربما شكل دافعقاً‏ إضافيقا ً لي للميل نحو عالم الاستثمار. حينها تأكدت أن بدايي ستكون- بلا شك- نحو الاستثمار ، خاصقةً‏ وأن ميولي نحو الاستثمار دعمتها موهبة بهذا العلم ، ووجدت في شركة العائلة فرصة سانحة لإظهار موهبي بعلم المحاسبة وممارسته على أرض الواقع لأكثر من عام ، الأمر الذي
منحني خبرة عملية كبيرة لا على صعيد تحليل بيانات الركات وآليات إدارتها فقط ، بل أكد ميولي نحو عالم الاستثمار ليشكل الحيز الأكبر من حياتي المهنية والعملية في مرحلقةٍ‏ لاحقة. وربما كانت هذه بالفعل الأسباب الحقيقية وراء ميولي نحو الاستثمار أكثر.
كان لافتاً‏ أن تكون بداية حياتكٍ‏ المهنية في المجال الأكاديمي ٍ « كمعيدة جامعية » قبل ابتعادك نهائياً‏ عن ذلكٍ‏ ، ما تعليقكٍ‏ على ذلكٍ‏ ؟
في الواقع ، ربما كنت محظوظة في بداية دراسي أني صادفت بروفسوراً‏ لا يؤمن بالكتب- أقصد لا يؤمن بالجانب النظري-‏ من الدراسة ، إذ كان تركيزه على الجانب العملي. منذ اليوم الأول لدراستنا حيث كان يقوم بتحليل ميزانيات الركات ، ويرك الطلبة في ذلك من خلال تكليفهم كمجموعات في اختيار شركات ما وتحليل بياناتها المالية. لم يكتف بتحليل ميزانيات الركات ، بل إنه كان يطلعنا على ميزانيات الدول أيضاً‏ ، ومن هنا اكتشفنا أهمية المحاسبة بالنسبة للدول أيضقاً‏. اللافت في الموضوع أن هذا البروفسور دفعنا كطلبة للتفكير خارج الصندوق ، ومع حصولي على درجاتٍ‏ عالية تعزز ميولي
نحو المحاسبة أكثر وأكثر ، بل إنني لا أبالغ حين القول إني وجدت شغفا ً لديَ‏ نحو المحاسبة ، والي- أعتقد جازمقةً‏- أنها أبعد كثيراَ‏
من مجرد أرقام ، بل أراها تعكس واقع حال الركة ونشاطها ونموها.
ٌ لديَ‏ شغف
دائم لتعلم الجديد كل يوم ، ما دمت أتعلم فأنا موجودةّ‏!
أم محمد: شغلتم مواقع عدة في مجالات مختلفة ، كما توليتم مناصب إدارية متعددة. ماذا أضافت لكم هذه المسؤوليات ؟ وماذا أخذت منكم بالمقابل ؟
ً
بدايقةً‏ ، أود الإشارة إلى أن أي عمقل أقوم به لابد أن يكون نابعقا ٍ
من القلب وبعد تام. هذا أولاً‏. ثانيقا ً ، في كل عمل أقوم به
اقتناعٍ‏ دائمقاً‏ ما أجد جوانب يجب تحسينها وتطويرها- وهذا ما أقوم
به- وهذا الجانب بالذات لا يترك لديَ‏ أي وقت فراغ ، بل إنني