مجلة هيئة اسواق المال - العدد الثاني والعشرون ديسمبر 2025 | Page 81

دراسات ‎81‎
مستهدفات ‏....‏ ومحددات متعددة
ثمة ارتباط وثيق بين مفهوم المحفظة الاستثمارية وطبيعة سلوك المستثمر ، متحفظقاً‏ كان أم مضاربقا ً ، أم رشيدا ً ، ويعد قرار التنويع أبرز أدوات المحفظة الاستثمارية ، خاصقةً‏ مع ما يتيحه من موازنة للعوائد المتوقعة والمخاطر المحتملة جراء استخدام الأدوات الاستثمارية المتاحة.
المستثمر مطالب باختيار المحفظة الملائمة له ، وفقاً‏ لظروفه الشخصية ، وطبيعته ، ووضعه الاجتماعي ، وأهدافه.
وتكمن أهمية المحافظ الاستثمارية في توفير قنوات استثمارية للاستفادة من الفوائض المالية المتوافرة لدى الركات والأفراد على حقدٍ‏ سواء ، إضافقة ً للاستثمار الأمثل للموارد المالية المتاحة. وبصورة ٍ عامة ، يمكن إيجاز أبرز مستهدفات المحفظة بالموازنة بين العائد والمخاطرة ، والمحافظة على رأس مال المحفظة ، وتحقيق العائد الأمثل من الاستثمار بأقل المخاطر الممكنة ، والاحتفاظ
من السيولة لمواجهة الحالات الطارئة من خلال الاحتفاظ
بمقدارٍ‏ بأوراق مالية قابلة للتسييل.
أما بالنسبة لأبرز المحددات الي ينصح بها حين إنشاء المحفظة ، فتتمثل بالحرص على تنويع الاستثمارات على ضوء أهداف المحفظة ، واختيار طبيعة الاستثمار المطلوب المتناسب مع الاحتياجات( قصيرة أم متوسطة أم طويلة الأجل ‏(،‏ ومراعاة مقومات المرونة المطلوبة في إجراء التغييرات في مكونات المحفظة عند الحاجة. ولابد للمستثمر من بذل العناية المطلوبة لاختيار نوع المحفظة الي تلائم استثماراته فيها ظروفه الشخصية ، وطبيعته ، ووضعه الاجتماعي ، وأهدافه. وتجدر الإشارة إلى ظهور نظريات عدة تتناول موضوع المحافظ الاستثمارية وفق نماذج عدة ، إلا أنها بمجملها تتفق من حيث مفهومها على ضرورة مزج أوراق مالية عدة في حقيبة استثمارية واحدة من خلال توزيع رأس المال المستثمر في تلك المحفظة على تلك الأوراق بنسقبٍ‏ تتوافق مع أهداف المحفظة.
المحفظة الاستثمارية في تشريعات الهيئة: التعريف والطبيعة
تعد المحفظة الاستثمارية إحدى أدوات الاستثمار الرئيسية الي تتمثل في مزيج من الأوراق المالية المتباينة من حيث النوع ، أو العائد ، أو مدة الاستحقاق ، وغالبقاً‏ ما يكون غرض إنشائها المتاجرة والاستثمار في أسواق الأوراق المالية المحلية والخارجية لتحقيق أعلى عائد ممكن للعملاء في ظل مستوى مقبول من المخاطر. وتعد المحفظة حساباً‏ يًنشأ لدى أحد الأشخاص المرخص لهم لمزاولة هذا النشاط ويكون لصالح أحد العملاء. هذا ، وكان الكتاب الأول من كتب اللائحة التنفيذية للقانون رقم( 7) لسنة ‎2010‎ بشأن إنشاء هيئة أسواق المال وتنظيم نشاط الأوراق المالية وتعديلاتهما( التعريفات) قد عقرَف المحفظة الاستثمارية بأنها: « حساب يفتح لصالح أحد العملاء لدى إحدى الركات المرخص لها بإدارة المحافظ الاستثمارية ، ويشتمل على
ً
نقد أو أوراق مالية أو أصول أخرى مملوكة للعميل ووفققا للضوابط الي تضعها الهيئة ، وتكون المحفظة الاستثمارية إما محفظة حفظ أو إدارة بواسطة مدير المحفظة أو بواسطة العميل ‏.«‏ أما بالنسبة لطبيعة المحفظة الاستثمارية فإنها تحتم على الشخص المرخص له أن يكون مالكها عميلاً‏ واحداً‏ فقط ، ويتم إدارتها سواءً‏ من قبل الشخص المرخص له ، أو من قبل العميل.
مكونات المحفظة الاستثمارية وأنواعها
أساسي من مجموعة من
تتكون المحفظة الاستثمارية بشكلٍ‏ الأوراق المالية ، بالإضافة إلى أموال العميل النقدية المخصصة
لعمليات الاستثمار. هذا ، وتتميز مكونات المحفظة الاستثمارية بالحركة والتغير وفق نوعها وأهدافها بالنسبة لكل عميل ودرجة قبوله للمخاطر. وتجدر الإشارة إلى أن تكوين المحفظة الاستثمارية يحكمه عدة ضوابط وعوامل هامة ، تتمثل في رأس المال المتوافر ، العائد المتوقع ، المخاطر المصاحبة للأوراق المالية المكونة للمحفظة الاستثمارية ، والتنويع فيها. ونظراً‏ لاتساع وتشعب الأسواق المالية والاستثمارية ، وكذلك تنوع الأدوات المتاحة بها ، وتباين الأوراق المالية فيها ، فقد تعددت أنواع المحافظ الاستثمارية نتيجة للتباين في مكوناتها والأهداف المرجوة منها ، ودرجة المخاطر المصاحبة لها. أنواع المحافظ الاستثمارية يوجزها الشكل التالي( على سبيل الاسترشاد ‏(:‏