مجلة هيئة اسواق المال - العدد السادس عشر يونيو 2024 | Page 15

هيئة

الزاوية القانونية

هيئة

أسواق المال أداة للضبط الإداري !
المبرر الأساسي لوجود الحكومة كسلطةٍ‏ تنفيذية يتمثل بقيامها بإشباع الحاجات التي ترى الجماعة من خلال أدواتها القانونية أنها عامة لا يستقيم وجود الجماعة إلا بإشباعها . والضبط الإداري هو في واقع الحال ضربٌ‏ من ضروب إشباع الحاجات العامة ، تماماً‏ كإنشاء المرافق العامة ، كالمدارس ، والمستشفيات ، والخدمات الأمنية ، وسواها . وإن كان الضبط الإداري يختلف عن إنشاء المرافق والمصالح العامة في نواحٍ‏ عدة ، فهو من ناحيةٍ‏ أولى أقرب للحاجات غير المادية بخلاف واقع المرافق والمصالح العامة ، كما أن تحقيق الضبط الإداري من ناحيةٍ‏ ثانية يحتاج لأدواتٍ‏ قانونية تختلف بطبيعتها عن الأدوات المستخدمة في إشباع الحاجات المادية وأثره على الحريات العامة أشد وأوقع .
الضبط الإداري .... عام وخاص
الضبط الإداري نوعان : عام وخاص . أما الضبط العام فيستهدف تحقيق ثلاثة أهداف وهي من المصالح الكلية : حفظ الأمن ، وحفظ الصحة العامة ، وتحقيق السكينة العامة ، باعتبار أن غياب حفظ هذه المقاصد يجعل وجود الفرد في الجماعة غير ممكن وممارسته للنشاط الذي تحتاجه الجماعة غير واقعي فمن سيخرج من بيته إذا كان خائفاً‏ لانعدام الأمن أو لوجود مخاطر محتملة للإصابة بالأمراض على سبيل المثال ؟ ومن الملاحظ في هذا الإطار أن بعض الفقه وأحكام القضاء الإداري أصبح يضيف مقاصد أخرى ، كالذوق العام والآداب العامة .
ولتحقيق تلك المقاصد ، فإن الدساتير ومنها الدستور الكويتي في مادته رقم ) 73 ( تنيط الاختصاص بتشريع القواعد والأحكام اللازمة بالسلطة التنفيذية مباشرةً‏ إن لم ينهض المشرع العادي بهذا الأمر باعتبار أن دور المشرع العادي في تنظيم السلوك الإنساني أظهر وأوضح . هذا من ناحية .
Page | 15