مجلة هيئة اسواق المال - العدد السادس عشر يونيو 2024 | Page 16

ومن ناحيةٍ‏ ثانية ، يمكن للوائح في الحدود اللازمة لتحقيق أهداف ومقاصد الضبط الإداري أن تقلص الحريات العامة . وهنا ، قد تختار الجماعة إلى جوار الضبط الإداري الهادف لتحقيق النظام العام بعناصره التقليدية مصالح خاصة ترى أهمية تنظيمها لوجودها كجماعةٍ‏ إنسانية وفي هذه الحالة نكون أمام ضبط إداريٍ‏ خاص .
التداول المالي .... مثالاً‏ للضبط الإداري الخاص
الضبط الإداري الخاص ‏-في جوهره-‏ هو اختيار موضوعٍ‏ أو نشاطٍ‏ واخضاعه لقواعد خاصة تنظمه كما يمكن تحديد أساليب تنظيمه من خلال إناطة التنظيم بوحدةٍ‏ إدارية محددة . نشاط التداول المالي يصلح مثالاً‏ جيداً‏ للضبط الإداري الخاص . نعم الإدارة المركزية وهي قائمة على حفظ النظام العام في البلاد تملك تحت هذا العنوان تنظيم كل مظاهر السلوك والنشاط الإنساني عند دخوله في إطار مقاصد الضبط الإداري . ولكن المشرع العادي - نيابةً‏ عن المجتمع-‏ قد يرى أن وجهاً‏ محدداً‏ من السلوك أو نوعاً‏ محدداً‏ من التعاملات له أثر على مصالح يراها المجتمع بالغة الأهمية ‏-كما هي عناصر النظام العام من حيث الأهمية - وبالتالي تحتاج لتدخلٍ‏ خاص بها يأخذ بالاعتبار خصوصية الأمر .
التعامل بالمنتجات المالية : تنظيم خاص
بصورةٍ‏ أكثر تحديداً‏ ، نعرض لآلية تنظيم الدستور الكويتي لنشاط " التعامل في المنتجات المالية " باعتباره نشاطاً‏ اقتصادياً‏ تحكمه القواعد الدستورية التي ترسم الحريات الفردية والفلسفة الاقتصادية في مجتمعٍ‏ محدد . ففي إطار الدستور الكويتي ، وهو الكافل للحريات الفردية ، ومنها حرية ممارسة النشاط التجاري ، الأصل أن هذه التعاملات تحكمها قاعدة " إعلاء سلطان الإرادات الفردية "، فالبائع يبيع والمشتري يشتري ما دام هناك اتفاق بينهما كما أي بيع وشراء يقع على
Page | 16