بمناسبة الحديث عن التحولات الجذرية التي يشهدها عالمنا لاسيما في الجانب الاقتصادي ، ثمة انتشار واسع النطاق لمفاهيم مستحدثة ، كالاستدامة والشمول المالي ، والتقنيات المالية . أين نحن من هذه المفاهيم ؟ ما رأيكم في مشروع الهيئة الذي أعلنت عن إطلاقه مؤخراً لوضع الإطار التنظيمي لبعض الخدمات المالية ، كالتمويل الجماعي ومستشار الاستثمار الآلي ، ما مدى
استعداد بيئتنا الاستثمارية لإنجاح توجهاتٍ كهذه ؟
تحاول مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية تطبيق هذه المفاهيم المستحدثة على أرض الواقع لما لها من أهمية في مواكبة المسار العالمي في نشرها وتطبيقها في عدة مجالات . كما نعتقد أن مع هذا التحول السريع في رقمنة الخدمات المالية واستشعار أهميته في تنمية الاقتصاد الوطني ، قامت الهيئة بإطلاق مشروعها الاستراتيجي في عام 2019 الخاص بوضع إطار تنظيمي متكامل لخدمات ومنتجات التقنيات المالية المرتبطة بأنشطة الأوراق المالية ، والذي أثمر عن إصدار تعليمات خاصة بالتقنيات المالية في كتاب مستقل ) الكتاب التاسع عشر ( ) التقنيات المالية ( كجزء من اللائحة التنفيذية للقانون رقم ) 7 ( لسنة ، 2010 والذي تركزت تعليماته على الأحكام المنظمة لمجموعة من الخدمات ) خدمة التمويل الجماعي القائم على الأوراق المالية وخدمة مستشار الاستثمار الآلي )، ولعل أهم ما يميز هذه اللوائح هو تطبيق مبدأ الالتزام والتفسير على بعض المواد الموضوعة ، هذا إلى جانب إمكانية تطبيق العلاقة التكاملية ب� الذكاء الاصطناعي وموظفي مقدمي خدمة مستشار الاستثمار الآلي ، وهو أمر يمكننا الاستفادة من نقاط القوة لدى كل من الذكاء الاصطناعي والمستثمر البشري ، في ذات التوقيت ، بهدف تحقيق نتائج استثمارية واعدة .
ثمة توجه للنهوض بواقع الصناعة المالية الإسلامية في الكويت لتعزيز ريادتنا العالمية على صعيدها . ما أبرز التحديات التي تواجه تلك الصناعة ؟ وما هي فرص نجاحها برأيكم ؟
الصناعة الإسلامية في الكويت لها مستقبل واعد ، خصوصاً بعد أن عملت الجهات التشريعية والتنفيذية والرقابية خلال السنوات السابقة مثل بنك الكويت المركزي وغيرها من الجهات في وضع الأسس التنظيمية والرقابية بشكل مهني ومرن ، لذلك رأينا نمواً في الصناعة متمثلاً بشكل رئيسي في وجود البنوك الإسلامية ضمن القطاع المصرفي الكويتي ومساهمتها في تعزيز البيئة الاقتصادية المحلية ، كما أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع متمثلة في ضعف الكفاءات والمهارات المحلية ، ل ذ ل ك
Page | 37