العمل عن بعد : التحديات والمزايا
توعية معلوماتية
العمل عن بعد : التحديات والمزايا
جائحة كوفيد 19 التي اجتاحت عالمنا لسنواتٍ عدة قبل أن تعلن منظمة الصحة العالمية نهايتها رسمياً في مايو من عام
2023 تركت تداعياتها في مختلف جوانب حياتنا : صحياً واجتماعياً ، واقتصادياً بطبيعة الحال . وكما هو الحال في كل كارثة لابد من فائدة ما في خضم التداعيات السلبية عموماً ، وفي جائحة كورونا على وجه التحديد ، ثمة العديد من الفوائد مقابل أثمانها الباهظة ، ويمكن القول بأن تجربة العمل عن بعد إحداها ، خاصةً وأن عالمنا كان ملزماً بانتهاجها دون توافر خياراتٍ بديلة نسبياً ، الأمر الذي استلزم إعداد العدة اللازمة لتطبيقها لا في الحالات الطارئة فحسب ، بل بديلاً ناجعاً لأداء الأعمال وفق الآلية المعتادة حضورياً .
بالمحصلة ، هناك شركات عدة حققت نجاحاً من خلال لامركزية أعمالها قبل الجائحة وبعدها ، خاصةً في ظل التقدم التقني الراهن وتسارع تطور الاتصالات ، إلا أن ذلك لا يعني ضماناً لنجاح تطبيقها في مختلف البلدان دائماً ، إذ ثمة مقومات عديدة ينبغي توافرها ، ومقابل المزايا العديدة لآلية العمل عن بعد التي أثبتتها التجربة زمن الجائحة هناك تحديات كثيرة ماثلة لابد من مواجهتها . ماذا عن هذه التحديات والمزايا ؟ وماذا عن تجربة الهيئة في هذا الإطار ؟
تجربة الهيئة الناجحة
عمدت الهيئة - ممثلةً بلجنتها المكلفة ببرنامج إدارة استمرارية الأعمال لديها للاستعداد لانتهاج آلية العمل عن بعد كبديل لتشغيل العمليات من الموقع الاحتياطي في حالات الطوارئ والكوارث . وقد تم تطبيق هذه المنهجية – بالفعل - في حالة جائحة كورونا عندما تم تشغيل الأعمال عن بعد خلال فترة زمنية امتدت 4 أشهر ب� ) مارس - يوليو ( 2020 وتكللت بالنجاح .
التحديات ، المعوقات .... والمزايا
- كما أسلفنا- نجاح تجربة " العمل عن بعد " رهنٌ بواقع الدولة ، وحال بنيتها التحتية المتعلقة بالتقنيات والاتصالات ، كما أن هناك تحديات تواجهنا ح� تطبيق هذه التجربة سواءً على مستوى الدولة الواحدة أو خارج ذلك الإطار ، تبدأ بفوارق التوقيت ب� دولةٍ وأخرى مما يتطلب مرونةً كبيرة في العمل قد لا تكون متاحة في حالاتٍ كثيرة ، كما أن هذه الآلية لا تتيح
Page | 54