42 الزاوية التوعوية
إدوارد لورينز
هذا المصطلح الذي يتداخل نوعاً ما مع تأثر الدومينو في بعض جوانبه. يعود لعالم الرياضيات والأرصاد الجوية الأمريكي « إدوارد لورينز » الذي كان يدرس العوامل المؤثرة في الطقس- وهي كثرة بطبيعة الحال- عبر عملية حسابية تضم رقماً من عدة خانات ، ومع إهماله لثلاث خانات- بعد الفاصلة – لم
يعتبرها ذات أهمية تذكر ، كانت النتائج مختلفة تماماً ، وكان
ً كبراً جداً في نتائج تنبؤاته للطقس ، تماماً لتلك الارقام أثرا كحركة بسيطة لجناحي فراشة مرت أمامه للتو ، إذ أن تلك
كبر مستقبلاً ، وأن
الحركة قد تؤدي إلى تغير التوقعات بشكلٍ حركة الفراشة البسيطة هذه في آسيوي على سبيل المثال بلدٍ
قد ينعكس إعصاراً أو فيضانا ً في بلد آخر في قارات أخرى! ٍ ٍ ليظهر هذا المصطلح الذي بدأ بدراسة الطقس قبل أن ينتقل إلى مجالاتٍ أخرى كالعلوم الرياضية والفيزيائية ، والاقتصاد وأسواق المال.
الأشخاص الذين يتخذون قراراتهم مع أخذهم بعن الاعتبار أثر الفراشة يمكنهم تحقيق نتائج أفضل. في ظل اقتصاد العولممة ، وثورة الاتصالات والتكنولوجيا ، أصبح الترابط بن اقتصادات العالم وثيقاً ، حيث يمكن لأزمة من أي نوع في ما نتيجة مسببات قد تبدو صغرة « أثر الفراشة » ٍ بلدٍ أن تخلف نتائج كبرة وعواقب ضخمة ، بل ومدمرة أحياناً ، حيث ستتضاعف تلك المسببات الصغرة وتنتقل بتأثر العدوى أو الدومينو إلى بلدان أخرى ، الأمر الذي يجعل من المستحيل التنبؤ بدقة حول المستقبل وكيف ستكون النتائج في ظل مسببات صغرة لا تبدو – للوهلة الأولى- ذات أهمية كبرة. الأزمات المالية العالمية المتعاقبة غالباً ما تكون شرارتها الأولى بفعل « أثر الفراشة » أما عظيم نارها « تداعياتها ونتائجها » فيكون بفعل « الدومينو «. كما هو الحال في أزمة الرهن العقاري عام 2008 إذ أن « الثقة الزائدة » في الوضع المالي مثلت « أثر الفراشة » الذي شجع على فتح باب الاقتراض على مراعيه. وكذلك الحال في أزمة كورونا بدأت بأزمة صحية في الصن « أثر فراشة » أعقبها تداعيات كارثية في الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية في مختلف بلدان العالم. أما « أثر الفراشة » في الأزمة الروسية الأوكرانية بدأ بخلاف
سياسي بن أقطاب العالم ، لينتهي بتداعيات اقتصادية عالمية
ٍ متنقلة « دومينو » لا تزال ماثلة للعيان ولا نزال نحيا فصولها وتداعياتها ، عالمية الأثر والنتائج لم تقف عند حدود المحاصيل الزراعية والطاقة والنفط ، بل امتدت تأثراتها إلى كافة دول العالم وليصبح استقرارها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي- في مرحلةٍ ما- مهددا ً بالفعل.
عظيم النار .... من مستصغر الشرر
في الواقع ، لا حقائق علمية تثبت دقة ما ذهب إليه مفهوم
قاطع ، إلا أن ذلك لا ينفي وجود هذا هذا المصطلح بشكلٍ الأثر ، إذ أن حدثاً صغرا ً قد تكون نتائجه كبرة فعظيم النار
– كما يقولون- من مستصغر الرر ، وقد أثبتت النتائج أن