الزاوية التوعوية 41
ما ستتبعها تداعيات متتالية. وانقراض نحلة العسل البرية- على سبيل المثال- سرتب تأثرات دومينو على حرات أخرى ، ثم على الأزهار لتصل في نهاية المطاف إلى الإنسان ذاته. البعض يشكك في صحة هذا الأثر ، وأنه ليس أكثر من شماعة تعلق عليها تفسرات الانهيار حينما نعجز عن تفسر مسبباته ، أضف لذلك أن السقوط ليس « حتمياً » بالضرورة كل مرة ، وعلى النقيض من ذلك يرى آخرون أن نظرية الدومينو دقيقة إلى حدٍ بعيد ، ويذهبون بعيدا ً للاعتقاد بأنها كانت إحدى أسباب تأسيس مجلس الاستقرار المالي بهدف وضع التوصيات الواقية من حدوث أزمات مالية عالمية والحد من انتشارها وضبط تداعياتها في حال حدوثها.
نظرية جيوبوليتيكية ... إلى حين!
« أثر الدومينو » هي نظرية جيوسياسية ظهرت في الولايات المتحدة منتصف القرن الماضي ، وتحديداً حينما أشار إليها
صحفي ، بدأت
الرئيس الأمريكي « دوايت أيزنهاور » في مؤتمرٍ سياسة بالدرجة الأولى ، وكانت في الاتجاهن « سلباً وإيجابا ً «،
وفقاً لتلك النظرية فإن حدوث تطور سياسي في بقعة جغرافية ٍ ٍ معينة أو إقليم محدد ، سرعان ما ينتر إلى باقي بلدان الإقليم لتشابه المعطيات ، وهي وراء تفسر البعض لانتشار الشيوعية في المعسكر الاشتراكي ، كما كانت وراء انتشار الديموقراطية في
واسعة من العالم. كما كانت بالمقابل وراء انهيار المعسكر
بقاعٍ الاشتراكي بعد سقوط الاتحاد السوفيي ، أعقبه انهيار جدار
برلن ، تبع ذلك انهياره في يوغسلافيا ، تشيكوسلوفاكيا. كل ذلك تم بتأثر الدومينو ، انهيار القطعة الأولى تسبب في انهيار البقية. كما كانت تلك النظرية وراء أحداث الربيع العربي الذي انطلقت
أخرى ، مثل ليبيا ،
شرارته في تونس أولاً ، لتنتقل بعدها إلى دولٍ ومر ، واليمن ، وسوريا.
حديثاً ، وبفعل العولمة وثورة الاتصالات وزوال الحدود الجغرافية بن الدول ، لم يعد ل » الدومينو » حدوداً إقليمية ، بل إن تهديده غدا عالمي الطابع.
دومينو .... المال والاقتصاد
حقيقة الأمر أن شبح « الدومينو الاقتصادي » أصبح مرعباً إزاء أية أزمة تمر بها دولة ما ، أو حتى مؤسسة مالية عملاقة ، إذ سرعان ما تلوح في الأفق نذر انهيارات الدومينو ، وما يدعم تلك التخوفات أن معظم الأزمات الاقتصادية في العر الحديث كان تأثر الدومينو فيها صارخاً ، كما هو الحال في آزمة الائتمان عام 1772 والي ما إن بدأت في لندن حتى انترت
انتشار النار في الهشيم لتمتد إلى باقي أوروبا بدءاً بإسكتلندا وهولندا ثم المستعمرات البريطانية في القارة الأمريكية. أزمة الكساد الكبر في عام 1929 والي تعد الأزمة العالمية الأقسى والي امتدت لعر سنوات بدأت بانهيار بورصة وول ستريت أولاً لتنتر بعدها في أصقاع الأرض كافة. وبصورةٍ مماثلة ، بدأت الأزمة الآسيوية في عام1997 في تايلاند لتنتر خلال فترةٍ وجيزة إلى إندونيسيا ، فماليزيا ، ثم سنغافورة وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية لتشمل معظم دول شرق آسيا. الأزمة المالية العالمية الأخرة في عام 2008 بدأت بانهيار بنك ليمان براذرز لتشمل 19 بنكاً خلال شهور قليلة ، وتمتد إلى
ٍ معظم دول العالم بدءاً بأوروبا ، فبلدان في القارة الأمريكية ،
وآسيا. الأزمة ذاتها أعقبها ركود اقتصادي اتبع بدوره نهج الدومينو ، بدأ بالاقتصاد الأمريكي ، فالبريطاني ، فالألماني ، ومنطقة اليورو ، وكندا ، ثم روسيا ، وإيطاليا ، فاليابان وسنغافورة ، ثم اقتصادات أخرى. صندوق النقد الدولي أشار إلى أن العقدين الأخرين في القرن المنرم( 2000-1980) شهدا تعرض أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في الصندوق( يضم حالياً 190 دولة) إلى أزمات مالية واضطرابات مرفية حادة وأن هذه الأزمات تكررت لتشمل دول شرق آسيا والمكسيك وروسيا والبرازيل وبقية دول أمريكا اللاتينية. وإذا كان من المسلم به تعدد أشكال الأزمة المالية ، بن أزمة مرفية ، أو أزمة ديون ، أو سيولة ، أو أسعار صرف ، أو أزمة عملات ، أو أزمة أسواق مال. وكذلك تعدد مسبباتها ، والي يعزوها البعض لعدم استقرار الاقتصاد الكلي ، أو هشاشة القطاعن المالي أو المرفي وسوى ذلك. إلا أنه من غر المسلم
منطقي لمسببات « الدومينو المالي
به الاتفاق حول تفسرٍ والاقتصادي «، ولمبررات انتشار عدوى الأزمات الاقتصادية الي
تهدد الاستقرار الاقتصادي والمالي للدول النامية والمتقدمة على حدٍ سواء ، والي ربما تتجاوز تشابه الظروف والمعطيات الاقتصادية نسبيا ا بن اقتصادات العولمة ، أو الانفتاح الاقتصادي والمالي لدول العالم واندماجها في منظومة مالية عالمية واحدة لابد أن يؤثر أحد أجزائها بالأخرى ويتأثر بها ليتشارك الجميع المخاطر المختلفة ، كما يتشاركون تبعات تلك الأزمات وارتداداتها.
أثر الفراشة
« أثر الفراشة » مصطلح يقصد به وصف صغر للغاية
حدثٍ ٍ يحدث في ما لينجم عنه نتائج كبرة في وقت لاحق ٍ وقتٍ
وربما في أماكن أخرى.