مجلة هيئة اسواق المال - العدد العدد الحادي والعشرون سبتمبر 2025 | Page 41

الزاوية التوعوية ‎41‎
ما ستتبعها تداعيات متتالية. وانقراض نحلة العسل البرية- على سبيل المثال-‏ سرتب تأثرات دومينو على حرات أخرى ، ثم على الأزهار لتصل في نهاية المطاف إلى الإنسان ذاته. البعض يشكك في صحة هذا الأثر ، وأنه ليس أكثر من شماعة تعلق عليها تفسرات الانهيار حينما نعجز عن تفسر مسبباته ، أضف لذلك أن السقوط ليس « حتمياً‏ » بالضرورة كل مرة ، وعلى النقيض من ذلك يرى آخرون أن نظرية الدومينو دقيقة إلى حدٍ‏ بعيد ، ويذهبون بعيدا ً للاعتقاد بأنها كانت إحدى أسباب تأسيس مجلس الاستقرار المالي بهدف وضع التوصيات الواقية من حدوث أزمات مالية عالمية والحد من انتشارها وضبط تداعياتها في حال حدوثها.
نظرية جيوبوليتيكية ‏...‏ إلى حين!
« أثر الدومينو » هي نظرية جيوسياسية ظهرت في الولايات المتحدة منتصف القرن الماضي ، وتحديداً‏ حينما أشار إليها
صحفي ، بدأت
الرئيس الأمريكي « دوايت أيزنهاور » في مؤتمرٍ‏ سياسة بالدرجة الأولى ، وكانت في الاتجاهن « سلباً‏ وإيجابا ً ‏«،‏
وفقاً‏ لتلك النظرية فإن حدوث تطور سياسي في بقعة جغرافية ٍ ٍ معينة أو إقليم محدد ، سرعان ما ينتر إلى باقي بلدان الإقليم لتشابه المعطيات ، وهي وراء تفسر البعض لانتشار الشيوعية في المعسكر الاشتراكي ، كما كانت وراء انتشار الديموقراطية في
واسعة من العالم. كما كانت بالمقابل وراء انهيار المعسكر
بقاعٍ‏ الاشتراكي بعد سقوط الاتحاد السوفيي ، أعقبه انهيار جدار
برلن ، تبع ذلك انهياره في يوغسلافيا ، تشيكوسلوفاكيا. كل ذلك تم بتأثر الدومينو ، انهيار القطعة الأولى تسبب في انهيار البقية. كما كانت تلك النظرية وراء أحداث الربيع العربي الذي انطلقت
أخرى ، مثل ليبيا ،
شرارته في تونس أولاً‏ ، لتنتقل بعدها إلى دولٍ‏ ومر ، واليمن ، وسوريا.
حديثاً‏ ، وبفعل العولمة وثورة الاتصالات وزوال الحدود الجغرافية بن الدول ، لم يعد ل » الدومينو » حدوداً‏ إقليمية ، بل إن تهديده غدا عالمي الطابع.
دومينو ‏....‏ المال والاقتصاد
حقيقة الأمر أن شبح « الدومينو الاقتصادي » أصبح مرعباً‏ إزاء أية أزمة تمر بها دولة ما ، أو حتى مؤسسة مالية عملاقة ، إذ سرعان ما تلوح في الأفق نذر انهيارات الدومينو ، وما يدعم تلك التخوفات أن معظم الأزمات الاقتصادية في العر الحديث كان تأثر الدومينو فيها صارخاً‏ ، كما هو الحال في آزمة الائتمان عام ‎1772‎ والي ما إن بدأت في لندن حتى انترت
انتشار النار في الهشيم لتمتد إلى باقي أوروبا بدءاً‏ بإسكتلندا وهولندا ثم المستعمرات البريطانية في القارة الأمريكية. أزمة الكساد الكبر في عام ‎1929‎ والي تعد الأزمة العالمية الأقسى والي امتدت لعر سنوات بدأت بانهيار بورصة وول ستريت أولاً‏ لتنتر بعدها في أصقاع الأرض كافة. وبصورةٍ‏ مماثلة ، بدأت الأزمة الآسيوية في عام‎1997‎ في تايلاند لتنتر خلال فترةٍ‏ وجيزة إلى إندونيسيا ، فماليزيا ، ثم سنغافورة وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية لتشمل معظم دول شرق آسيا. الأزمة المالية العالمية الأخرة في عام ‎2008‎ بدأت بانهيار بنك ليمان براذرز لتشمل ‎19‎ بنكاً‏ خلال شهور قليلة ، وتمتد إلى
ٍ معظم دول العالم بدءاً‏ بأوروبا ، فبلدان في القارة الأمريكية ،
وآسيا. الأزمة ذاتها أعقبها ركود اقتصادي اتبع بدوره نهج الدومينو ، بدأ بالاقتصاد الأمريكي ، فالبريطاني ، فالألماني ، ومنطقة اليورو ، وكندا ، ثم روسيا ، وإيطاليا ، فاليابان وسنغافورة ، ثم اقتصادات أخرى. صندوق النقد الدولي أشار إلى أن العقدين الأخرين في القرن المنرم( ‎2000-1980‎) شهدا تعرض أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في الصندوق( يضم حالياً‏ ‎190‎ دولة) إلى أزمات مالية واضطرابات مرفية حادة وأن هذه الأزمات تكررت لتشمل دول شرق آسيا والمكسيك وروسيا والبرازيل وبقية دول أمريكا اللاتينية. وإذا كان من المسلم به تعدد أشكال الأزمة المالية ، بن أزمة مرفية ، أو أزمة ديون ، أو سيولة ، أو أسعار صرف ، أو أزمة عملات ، أو أزمة أسواق مال. وكذلك تعدد مسبباتها ، والي يعزوها البعض لعدم استقرار الاقتصاد الكلي ، أو هشاشة القطاعن المالي أو المرفي وسوى ذلك. إلا أنه من غر المسلم
منطقي لمسببات « الدومينو المالي
به الاتفاق حول تفسرٍ‏ والاقتصادي ‏«،‏ ولمبررات انتشار عدوى الأزمات الاقتصادية الي
تهدد الاستقرار الاقتصادي والمالي للدول النامية والمتقدمة على حدٍ‏ سواء ، والي ربما تتجاوز تشابه الظروف والمعطيات الاقتصادية نسبيا ا بن اقتصادات العولمة ، أو الانفتاح الاقتصادي والمالي لدول العالم واندماجها في منظومة مالية عالمية واحدة لابد أن يؤثر أحد أجزائها بالأخرى ويتأثر بها ليتشارك الجميع المخاطر المختلفة ، كما يتشاركون تبعات تلك الأزمات وارتداداتها.
أثر الفراشة
« أثر الفراشة » مصطلح يقصد به وصف صغر للغاية
حدثٍ‏ ٍ يحدث في ما لينجم عنه نتائج كبرة في وقت لاحق ٍ وقتٍ‏
وربما في أماكن أخرى.