مجلة هيئة اسواق المال - العدد التاسع عشر مارس 2025 | Page 13

عبق الر يادة ‎13‎
حصل الدكتور الربعي على درجة الماستر من جامعة كولورادو ، كما حصل على درجة الدكتوراة من جامعة هارفارد الأمريكية عام
. ‎1984‎
الربعي ‏...‏ ثائراً‏ !
بدأ الربعي - إبان دراسته الجامعية - نشاطه السياسي خارجٍ‏ دولة الكويت مع انضمامه مع مجموعة من الطلبة العرب والخليجين إلى حركة المقاومة الفلسطينية في الأردن . في مرحلة ٍ تالية انتقل لسلطنة عمان مع نشاط ثوار ظفار ضد الاحتلال البريطاني ونمو حركات التحرير حينها حيث تعرض للاعتقال لبعض الوقت .
حقيقة الأمر ، أن الروح الثورية لدى الدكتور الربعي - وإن توارت على ما في مرحلة لاحقة-‏ لم تخبُ‏ في
الصعيد السياسي نوعاً‏ مجالاتٍ‏ ٍ أخرى ، بدءاً‏ بإشهار سيف المواجهة مع التيارات السياسية المتطرفة ،
وانتهاءً‏ بمقارعته للمرض الخبيث دون هوادة ، وكذلك محاربته للتخلف ودعوته لإصلاح التعليم . وفي هذا الإطار يرى « الربعي » أن تجربة احتلال الكويت المريرة أثبتت أن الإنفاق على التعليم هو الأجدى لعلاجٍ‏ مشكلاتنا ، وأن الأمم الجاهلة هي أمم مقاتلة بطبيعتها ، يغيب فيها العقل والإدراك الواعي والقدرة على اتخاذ القرار .
الربعي ‏-رحمه الله-‏ كان موضع اتفاق مع كثرين ، كما كان موضع خلاف مع كثرين ، إلا أنه ير دائماً‏ على إلقاء حجر في المياه الراكدة معتبراً‏ أن الحوار هو سيد الموقف دائما ً ، وأن التواصل هو جسرٍ‏ العبور للغد مهما تباينت المواقف . بالمحصلة ، ثمة أثرٌ‏ عميق لابد
ً
للربعي أن يتركه لدى كل من تعامل معه ، سواءً‏ اتفق معه فكرا أو رأياً‏ أو اختلف . وهذا ما يذهب إليه الدكتور محمد الرميحي بقوله : « اتفقنا كثراً‏ ، واختلفنا في بعض الأوقات ، ولكنَ‏ أحمد الربعي يبقى – كما أطلق عليه زملاؤه وأصدقاؤه وأنا منهم – الساحر ‏«.‏
والشعر والموسيقى في صلب اهتمامه ، ولم يكن الجمع بينها مستغرباً‏ في شخصية متفردة كالدكتور الربعي .
لم يتمكن الدكتور الربعي من الابتعاد عن عوالم السياسة – رغم رغبته في ذلك أحياناً‏ – إذ انتقل لممارستها وإبداء رأيه من خلال عالم السلطة الرابعة ، بدءاً‏ بصحيفة السياسة ، فالوطن . ثم القبس ، وانتهاءً‏ بجريدة الرق الأوسط اللندنية .
وداعاً‏ ‏....‏ يا أحمد
في الخامس من شهر مارس من عام ‎2008‎ رحل الدكتور الربعي
عضال استمر لعامن دون إلى جوار ربه بعد صراع مرير مع مرضٍ‏ أن يفت في عضده أو ينال من إرادته ورغبته في الحياة حيث كان
يبث روح التفاؤل والأمل في المحيطن به .
في أواخر عام ‎2008‎ أصدر صديق الراحل « الربعي » الإعلامي ‏ًد فيه لذكرى
يوسف الجاسم كتاباً‏ بعنوان « وداعا ً يا أحمد » خل الراحل الاستثنائي المجدد المتجدد ، كما رصد لأبرز محطات حياته الحافلة : سياسياً‏ وإعلاميا ً واجتماعيا ً ، والي كانت برأي الجاسم رصداً‏ لملامح تطور وطن في محطات عدة كانت مفصلية في تاريخ الكويت والكويتين . وقد خصص ريع الكتاب لمرضة السرٍطان بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية في الدولة .
تغمد الله الفقيد الربعي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته .
و ‏...‏ سياسيا ً وإعلامياً‏
الدكتور الربعي ، وإن بدأ نشاطه السياسي مبكراً‏ خارجٍ‏ دولة الكويت - كما أسلفنا - فإنه لم يكن بعيداً‏ تماما ً عن عالم السياسة المحلي ، إذ خاض الربعي عالم الحياة البرلمانية نائباً‏ لدورات عدة ، ‎1985‎ ، ٍ
. ‎1999‎ ، ‎1992‎ كما كان وزيراً‏ للتربية والتعليم العالي بن عامي – ‎1992‎ ‎1996‎ .
أكاديميا ً ، عمل الدكتور الربعي مدرساً‏ في قسم الفلسفة ، ثم رئيساً‏ لذات القسم في جامعة الكويت . كما كانت عوالم الثقافة والأدب