عبق الر يادة 13
حصل الدكتور الربعي على درجة الماستر من جامعة كولورادو ، كما حصل على درجة الدكتوراة من جامعة هارفارد الأمريكية عام
. 1984
الربعي ... ثائراً !
بدأ الربعي - إبان دراسته الجامعية - نشاطه السياسي خارجٍ دولة الكويت مع انضمامه مع مجموعة من الطلبة العرب والخليجين إلى حركة المقاومة الفلسطينية في الأردن . في مرحلة ٍ تالية انتقل لسلطنة عمان مع نشاط ثوار ظفار ضد الاحتلال البريطاني ونمو حركات التحرير حينها حيث تعرض للاعتقال لبعض الوقت .
حقيقة الأمر ، أن الروح الثورية لدى الدكتور الربعي - وإن توارت على ما في مرحلة لاحقة- لم تخبُ في
الصعيد السياسي نوعاً مجالاتٍ ٍ أخرى ، بدءاً بإشهار سيف المواجهة مع التيارات السياسية المتطرفة ،
وانتهاءً بمقارعته للمرض الخبيث دون هوادة ، وكذلك محاربته للتخلف ودعوته لإصلاح التعليم . وفي هذا الإطار يرى « الربعي » أن تجربة احتلال الكويت المريرة أثبتت أن الإنفاق على التعليم هو الأجدى لعلاجٍ مشكلاتنا ، وأن الأمم الجاهلة هي أمم مقاتلة بطبيعتها ، يغيب فيها العقل والإدراك الواعي والقدرة على اتخاذ القرار .
الربعي -رحمه الله- كان موضع اتفاق مع كثرين ، كما كان موضع خلاف مع كثرين ، إلا أنه ير دائماً على إلقاء حجر في المياه الراكدة معتبراً أن الحوار هو سيد الموقف دائما ً ، وأن التواصل هو جسرٍ العبور للغد مهما تباينت المواقف . بالمحصلة ، ثمة أثرٌ عميق لابد
ً
للربعي أن يتركه لدى كل من تعامل معه ، سواءً اتفق معه فكرا أو رأياً أو اختلف . وهذا ما يذهب إليه الدكتور محمد الرميحي بقوله : « اتفقنا كثراً ، واختلفنا في بعض الأوقات ، ولكنَ أحمد الربعي يبقى – كما أطلق عليه زملاؤه وأصدقاؤه وأنا منهم – الساحر «.
والشعر والموسيقى في صلب اهتمامه ، ولم يكن الجمع بينها مستغرباً في شخصية متفردة كالدكتور الربعي .
لم يتمكن الدكتور الربعي من الابتعاد عن عوالم السياسة – رغم رغبته في ذلك أحياناً – إذ انتقل لممارستها وإبداء رأيه من خلال عالم السلطة الرابعة ، بدءاً بصحيفة السياسة ، فالوطن . ثم القبس ، وانتهاءً بجريدة الرق الأوسط اللندنية .
وداعاً .... يا أحمد
في الخامس من شهر مارس من عام 2008 رحل الدكتور الربعي
عضال استمر لعامن دون إلى جوار ربه بعد صراع مرير مع مرضٍ أن يفت في عضده أو ينال من إرادته ورغبته في الحياة حيث كان
يبث روح التفاؤل والأمل في المحيطن به .
في أواخر عام 2008 أصدر صديق الراحل « الربعي » الإعلامي ًد فيه لذكرى
يوسف الجاسم كتاباً بعنوان « وداعا ً يا أحمد » خل الراحل الاستثنائي المجدد المتجدد ، كما رصد لأبرز محطات حياته الحافلة : سياسياً وإعلاميا ً واجتماعيا ً ، والي كانت برأي الجاسم رصداً لملامح تطور وطن في محطات عدة كانت مفصلية في تاريخ الكويت والكويتين . وقد خصص ريع الكتاب لمرضة السرٍطان بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية في الدولة .
تغمد الله الفقيد الربعي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته .
و ... سياسيا ً وإعلامياً
الدكتور الربعي ، وإن بدأ نشاطه السياسي مبكراً خارجٍ دولة الكويت - كما أسلفنا - فإنه لم يكن بعيداً تماما ً عن عالم السياسة المحلي ، إذ خاض الربعي عالم الحياة البرلمانية نائباً لدورات عدة ، 1985 ، ٍ
. 1999 ، 1992 كما كان وزيراً للتربية والتعليم العالي بن عامي – 1992 1996 .
أكاديميا ً ، عمل الدكتور الربعي مدرساً في قسم الفلسفة ، ثم رئيساً لذات القسم في جامعة الكويت . كما كانت عوالم الثقافة والأدب