مجلة هيئة اسواق المال - العدد التاسع عشر مارس 2025 | Page 34

ٍ
‎34‎ حوار العدد
الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ، والتي بدأتم رحلتكم معها منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي ، ألا تفضلتم بوضعنا في صورة هذه التجربة التنموية ؟ فكرة الصندوق ومستهدفاته ؟ أبرز الإحصائيات التي توجز أبرز مساهماته ؟
‏ُنشئ في
طبعاً‏ أخي خالد ، فإن الصندوق الكويي أ أواخر عام ‎1961‎ كواحدة من أولى المؤسسات المنشأة في الكويت بعد الاستقلال وهو ما يعكس رؤية ورسالة دولة الكويت لمساعدة الدول العربية والدول النامية في تطوير اقتصاداتها ، وقد كُرس ذلك في قانون الصندوق ونظامه الأساسي ، حيث نص الهدف الأساسي من إنشاء الصندوق وتحديدا ا في المادة الثانية منه بأن :
« غرض الصندوق هو مساعدة الدول العربية والدول النامية في تطوير اقتصادياتها ومدها بالقروض اللازمة لتنفيذ برامج التنمية فيها . وذلك طبقاً‏ للنظام الذي يقرره رئيس مجلس الوزراء ، وبما يتفق مع المصالح العليا لدولة الكويت ويخدم سياستها الخارجية إقليماً‏ ودوليا ً ‏…«‏ وطبعا ً لا ننسى أن دور الكويت كان قد بدأ تنموياً‏ وإنسانيا ً حتى قبل إنشاء الصندوق الكويي من خلال هيئة
ً
الجنوب والخليج العربي المنشأة في ‎1953‎ والي ضم عملها لاحقا للصندوق الكويي .
طبعاً‏ أبرز اسهامات الصندوق حتى نهاية السنة المالية المنرمة كان توقيع ‎1012‎ قرضاً‏ بقيمة إجمالية تصل لحوالي ‎6.8‎ مليار دينار كويي وهذه القروض موزعة على ‎106‎ دولة مستفيدة ، طبعاً‏ سُ‏ حب من تلك القروض حوالي ‎5.8‎ مليار دينار كويي وسُ‏ دد منها ‎3.5‎ مليار دينار كويي بنسبة سداد تصل لأكثر من % ‎60‎ ، هذا ويقدم الصندوق الكويي منحاً‏ بلغت قيمتها ‎368‎ مليون دينار كويي ، كما يساهم الصندوق الكويي نيابةً‏ عن دولة الكويت في رؤوس أموال المؤسسات التنموية حيث بلغت مساهمات الصندوق حوالي ‎473‎ مليون دينار كويي . هذه طبعاً‏ إسهامات الصندوق الكويي المالية في مختلف بلدان العالم بما يتسق مع هدف إنشائه ودوره الأساسي وبكل تأكيد سنتحدث عن أدوار الصندوق الكويي المختلفة وكيف تصب في مصلحة البلاد .
‏•»‏ الكويت ‏-كما يقال-‏ صغيرةٌ‏ بحجمها كبيرةٌ‏ بعطائها ‏«،‏ مساهمات الكويت والكويتيين في المجال الإنساني وأعمال الخر ، إضافةً‏ لأدوار الصندوق ( الي سبقت الدور الدبلوماسي
للكويت لدى كثيرة ) قد أسهمت بصورة فعلية في ترسيخ ٍ دولٍ‏ صورة الكويت للإنسانية ؟ البعض يرى في هذه الأدوار كبلدٍ‏ « القوة الناعمة » الداعمة لمواقف الكويت السياسية ؟ ما رأيكم بذلك ؟
طبعاً‏ هذا شعارٌ‏ جميل وفعلي ، إنَ‏ الكويت صغرة بحجمها وكبرة بعطائها عندما ترى أنَ‏ الكويت بجانبكم أو شعار آخر فهذا ليس بشعار إعلامي فحسب ، بل هو واقع تعكسه أرقامٌ‏ وبيانات أنَ‏
الكويت فعلاً‏ بجانب الكل والجميع من الشعوب سواءً‏ تلك الشعوب في الدول الأقل نمواً‏ أو البلدان الي تعاني من كوارث أو أزماتٍ‏ بيئية أو سياسية تجد الكويت دائما ً حاضرة سواءً‏ من خلال الصندوق الكويي أو مختلف المؤسسات وهو ما يشكل ليس فقط القوة الناعمة ، بل رسالة الكويت الخالصة والمؤكدة .
أخي خالد ، انظر إلى إسهامات الكويت في مختلف البلدان لا تجدها تفرض سيطرتها أو أجندتها على أحد ، إنما هي تقدم العون لإيمانها بأنَ‏ ذلك من أنبل السُ‏ بل لرفعة الشعوب وتكريس الأمن والاستقرار في المنطقة ذلك أنَ‏ شريطة الإنجاز هو الاستقرار ، ولاشك أن تشكيل قوة ناعمة يصب في مصلحة البلاد من خلال تشكيل رأي عام ضاغط تجاه القضايا الي تهم الكويت أو تلك الي تدعمها الكويت وقد ثبت ذلك جلياً‏ خلال الأزمات الي مرت وعصفت في المنطقة حتى إنَ‏ الصندوق الكويي وإسهاماته ساهم ولا يزال في إذابة كل جليد بن الدول فيما يتعلق بفتح الآفاق الدبلوماسية .
• باعتقادكم ، إلى مدى نجحت تلك « القوة الناعمة » - في حال موافقتكم على المصطلح-‏ في حشد المواقف الدولية المؤيدة للكويت في المحافل الدولية ، لاسيما في أزمة الغزو المشؤوم ؟