ٍ
34 حوار العدد
الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ، والتي بدأتم رحلتكم معها منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي ، ألا تفضلتم بوضعنا في صورة هذه التجربة التنموية ؟ فكرة الصندوق ومستهدفاته ؟ أبرز الإحصائيات التي توجز أبرز مساهماته ؟
ُنشئ في
طبعاً أخي خالد ، فإن الصندوق الكويي أ أواخر عام 1961 كواحدة من أولى المؤسسات المنشأة في الكويت بعد الاستقلال وهو ما يعكس رؤية ورسالة دولة الكويت لمساعدة الدول العربية والدول النامية في تطوير اقتصاداتها ، وقد كُرس ذلك في قانون الصندوق ونظامه الأساسي ، حيث نص الهدف الأساسي من إنشاء الصندوق وتحديدا ا في المادة الثانية منه بأن :
« غرض الصندوق هو مساعدة الدول العربية والدول النامية في تطوير اقتصادياتها ومدها بالقروض اللازمة لتنفيذ برامج التنمية فيها . وذلك طبقاً للنظام الذي يقرره رئيس مجلس الوزراء ، وبما يتفق مع المصالح العليا لدولة الكويت ويخدم سياستها الخارجية إقليماً ودوليا ً …« وطبعا ً لا ننسى أن دور الكويت كان قد بدأ تنموياً وإنسانيا ً حتى قبل إنشاء الصندوق الكويي من خلال هيئة
ً
الجنوب والخليج العربي المنشأة في 1953 والي ضم عملها لاحقا للصندوق الكويي .
طبعاً أبرز اسهامات الصندوق حتى نهاية السنة المالية المنرمة كان توقيع 1012 قرضاً بقيمة إجمالية تصل لحوالي 6.8 مليار دينار كويي وهذه القروض موزعة على 106 دولة مستفيدة ، طبعاً سُ حب من تلك القروض حوالي 5.8 مليار دينار كويي وسُ دد منها 3.5 مليار دينار كويي بنسبة سداد تصل لأكثر من % 60 ، هذا ويقدم الصندوق الكويي منحاً بلغت قيمتها 368 مليون دينار كويي ، كما يساهم الصندوق الكويي نيابةً عن دولة الكويت في رؤوس أموال المؤسسات التنموية حيث بلغت مساهمات الصندوق حوالي 473 مليون دينار كويي . هذه طبعاً إسهامات الصندوق الكويي المالية في مختلف بلدان العالم بما يتسق مع هدف إنشائه ودوره الأساسي وبكل تأكيد سنتحدث عن أدوار الصندوق الكويي المختلفة وكيف تصب في مصلحة البلاد .
•» الكويت -كما يقال- صغيرةٌ بحجمها كبيرةٌ بعطائها «، مساهمات الكويت والكويتيين في المجال الإنساني وأعمال الخر ، إضافةً لأدوار الصندوق ( الي سبقت الدور الدبلوماسي
للكويت لدى كثيرة ) قد أسهمت بصورة فعلية في ترسيخ ٍ دولٍ صورة الكويت للإنسانية ؟ البعض يرى في هذه الأدوار كبلدٍ « القوة الناعمة » الداعمة لمواقف الكويت السياسية ؟ ما رأيكم بذلك ؟
طبعاً هذا شعارٌ جميل وفعلي ، إنَ الكويت صغرة بحجمها وكبرة بعطائها عندما ترى أنَ الكويت بجانبكم أو شعار آخر فهذا ليس بشعار إعلامي فحسب ، بل هو واقع تعكسه أرقامٌ وبيانات أنَ
الكويت فعلاً بجانب الكل والجميع من الشعوب سواءً تلك الشعوب في الدول الأقل نمواً أو البلدان الي تعاني من كوارث أو أزماتٍ بيئية أو سياسية تجد الكويت دائما ً حاضرة سواءً من خلال الصندوق الكويي أو مختلف المؤسسات وهو ما يشكل ليس فقط القوة الناعمة ، بل رسالة الكويت الخالصة والمؤكدة .
أخي خالد ، انظر إلى إسهامات الكويت في مختلف البلدان لا تجدها تفرض سيطرتها أو أجندتها على أحد ، إنما هي تقدم العون لإيمانها بأنَ ذلك من أنبل السُ بل لرفعة الشعوب وتكريس الأمن والاستقرار في المنطقة ذلك أنَ شريطة الإنجاز هو الاستقرار ، ولاشك أن تشكيل قوة ناعمة يصب في مصلحة البلاد من خلال تشكيل رأي عام ضاغط تجاه القضايا الي تهم الكويت أو تلك الي تدعمها الكويت وقد ثبت ذلك جلياً خلال الأزمات الي مرت وعصفت في المنطقة حتى إنَ الصندوق الكويي وإسهاماته ساهم ولا يزال في إذابة كل جليد بن الدول فيما يتعلق بفتح الآفاق الدبلوماسية .
• باعتقادكم ، إلى مدى نجحت تلك « القوة الناعمة » - في حال موافقتكم على المصطلح- في حشد المواقف الدولية المؤيدة للكويت في المحافل الدولية ، لاسيما في أزمة الغزو المشؤوم ؟