دائماً ما نسمع أصواتاً محذرة من الخصخصة تعتبرھا خطرة یجب توخي الحذر منھا . في الحقیقة إذا أردت التطور ، القطاع العام لن یساعدك كثیراً ھنا ، یجب تفعیل دور القطاع الخاص الذي یجب أن یقدم مبادرات باعتباره صاحب العمل ، ودورك كدولة رقیب علیھ منظم لھ . أنت كدولة لدیك مھام أخرى ، كدعم محدودي الدخل مثلاً .
ثمة مثال آخر عن دور القطاعین العام والخاص ، لدینا وزارة الإعلام الكویتیة ولدینا قنوات خاصة . معظم الإعلانات لا تتجھ لوزارة الإعلام أو لتلفزیون دولة الكویت وإنما للقنوات الخاصة ، یجب أن نتساءل ھنا لماذا ؟ بتفكیر بسیط نجد أن السر یكمن في " المرونة " الموجودة في القطاع الخاص . فما المانع في أن نعطي القطاع العام نفحة مرونة القطاع الخاص . تفرغ أنت - كدولة- لدورك كمنظم للعمل ، مشرع للقوانین ، واضعٍ للأطر ، قم بترتیب عملك . على سبیل المثال ، ھیئة أسواق المال الیوم موجودة ھناك تعلیقات وبعض الانتقادات لعملھا ، وھذا شيء طبیعي ، لا مشكلة في ذلك . الھیئة موجودة تقوم بدورھا كمشرف ومنظم ، ترتب عملھا تقوم بمھامھا : تراقب ، تنظم ، تعالج المخالفات ، ترفع القضایا ، وھذا ما نحتاجھ بالفعل . نحن بحاجة أن یؤدي القطاع الخاص دوره كاملاً ، یدعم القطاع العام ، ویساعد الدولة في أداء دورھا كمنظم مشرف مراقب لأدائھ بما یمنعھ من تجاوز أدواره .
• لدیكم اھتمام بالمشروعات الصغیرة والمتوسطة ، سبق لكم اعتبار الصندوق الوطني لھذه المشاریع مفخرة للكویت وأنھ أكثر من مجرد تمویل ؟ ما ھي مرئیاتكم في ھذا الإطار ؟
أعتقد أن قطاع ما یطلقون علیھ مسمى " المشروعات الصغیرة والمتوسطة " یمثل المنطقة الآمنة للمجتمع . والملائمة لشرائح المجتمع المختلفة ، عالیة الدخول ومحدودیة الدخل . وبصورة خاصة فئات الشباب .
الیوم ، المشاریع الصغیرة والمتوسطة تخفف العبء على مؤسسات الدولة ، على الحكومة . ھذه المشاریع في صالح الجمیع ، التنافس موجود . ھذه المشاریع تخلق جواً من المنافسة ، تستقطب الخبرات الخارجیة ، تتیح فرص عمل للكویتیین . المشروعات الصغیرة والمتوسطة ھي طاقة العمل في المجتمع ، تتیح - كما ذكرت - فرص عمل مجزیة للشباب ، وھذا یساعدھم على تأسیس أسرھم ، والتعلیم الجید لأولادھم ، وھذا ینتج أفراداً صالحین للمجتمع . اھتمامنا بھذا المجال یخفف عن كاھل الحكومة ویؤسس لبیئة مواتیة لتربیة جیلٍ قادم جید منفتح ، قادر على خدمة نفسھ واقتناص الفرص .
لذا ، أرى من الضروري جداً اھتمام الدولة بقطاع المشروعات الصغیرة والمتوسطة ، وفي حال حرصنا علیھا أنا متأكد - بعد توفیق الله سبحانھ وتعالى- أننا سنمتلك جیلاً من الشباب واعٍ مطلع منتج قادر على إنتاج بیئة جیدة ، مجتمع جید لأنھم مرتاحین وللھ الحمد ، تعلیم جید ، أبناء صالحون ، فرص عمل مناسبة بعیداً عن الحكومة . تفرغ متاح للحیاة الخاصة . الكویتیون معروفون بمبادراتھم الخاصة ، ھم أھل التجارة ، وھذه خصلة مھمة ممتازة في المجتمع - ربما ابتعد عنھا قلیلاً الیوم- علینا العمل على تأصیلھا . وھي مھنة مھمة جداً في بلدنا .
Page | 55