مجلة هيئة اسواق المال - العدد الثامن عشر ديسمبر 2024 | Page 56

• بالتزامن مع تطورات تنفیذ برنامج منظومة سوق المال ، شھد واقع السوق ومعھ دولة الكویت ترقیاتٍ‏ متتالیة وفق معاییر وكالات التصنیف الدولیة للأسواق الناشئة . لیتم العمل حالیاً‏ الانتقال لاستھداف ترقیاتٍ‏ مماثلة وفق معاییر الأسواق الناشئة المتطورة . ما مدلولات ذلك برأیكم ؟
أنا أعتقد أن ھذا شيء ممتاز للغایة ، ھذه التصنیفات وترقیات الأسواق التي حصلنا علیھا مناسبة ومھمة للغایة ، فتصنیفنا وفق مؤشرات عالمیة ، مثل " ناسداك " و " فوتسي راسل " وغیره . ووصولنا لھا یعني أن سوق المال لدینا موجود على خارطة الاستثمار العالمیة ، وأنھ سو ‏ٌق جاذب للاستثمارات الخارجیة ، الیوم المحافظ العالمیة تستثمر لدینا . نحن لا نحتاج أكثر من ھذه الترقیات ، إلا أننا بحاجة لزیادة نسبنا في ھذه المؤشرات ، نسبنا الیوم فیھا بسیطة جداً‏ ، نحن نتمنى أن نرتقي بتلك النسب ، علینا أن نسعى لرفع تصنیف سوقنا لسوق ناشئ متطور ، وبالتالي ستكون نسبنا في ھذه المؤشرات أعلى ، علینا البحث عن أسباب ارتفاع نسب أسواق مماثلة لنا ھي أعلى تصنیفاً‏ منا . الیوم أرى أن القطاع المصرفي یكفیھ دخول رأس المال الأجنبي الذي وصل لنسب % 10 أو % 12 في بعض البنوك ، وھذا جید وكافٍ‏ . ولكن التساؤل ھنا لماذا اقتصر ذلك على القطاع المصرفي فقط ؟ وماذا عن القطاعات الأخرى في البورصة ؟ ولماذا اقتصر ذلك على السوق الأول فقط ؟ وماذا عن السوق الرئیسي ؟ خاصةً‏ وأن السوق الرئیسي جاذب ، وھذا ھو المطلوب . أنا متأكد الیوم أن لدینا شركات ممیزة في السوق وأقل من قیمتھا الدفتریة ، یجب علینا ھنا تسویق أنفسنا بشك ‏ٍل جید ، تسویقاً‏ واقعیاً‏ لا بیع أحلام ، لدینا فرص ، ونسب أرباح جیدة ، وبیئة مناسبة ، لدینا القدرة على المنافسة للعمل . ھذا المفترض ، أعتقد أننا بحاجة للارتقاء بنسبنا في المؤشرات العالمیة ، وكذلك التصنیف وفق المزید من تلك المؤشرات . كل ذلك سیشكل حوافز مغریة لاستقطاب الاستثمارات الخارجیة ، لكن ذلك یجب أن یترافق بتسویق جید لنفسك ، أنت تعمل ، وعلیك أن تقنع الجمیع بعملك ، علیك أن تكون قادراً‏ على جذبھم . الیوم إذا كانت أفضل خمسة صنادیق استثماریة وأقدم صندوق في العالم لا تستثمر في السوق الكویتي ؟ كیف یمكن للصنادیق الاستثماریة الأخرى أن تأتي للاستثمار لدینا ؟ من المفترض أن نعمل على دفع المستثمرین الأجانب لمزاحمتنا دائماً‏ ، علینا معالجة النواقص إن وجدت ، ونحن – وللھ الحمد-‏ لا نواقص لدینا . الیوم نحن بحاجة لخبراتھم ، إیجاد الفرص المناسبة وھي كفیلة بجذبھم ، علینا الاعتناء بتلك الفرص جیداً‏ ، في مراتٍ‏ عدة قد یمتلك الإنسان جواھر نفیسة إلا أنھ یتركھا داخل الخزانة ، علیك الاعتناء بتلك الجواھر ، علیك تلمیعھا ، تسویقھا جیداً‏ ، دع الجمیع یراھا . أنت لدیك إمكانیات ربما لا یسمع بھا أحد .
Page | 56