آفاق .... وتوجهات 73
العوائد والفرص الواعدة ، بل الأهم هو أن تبني قراراتك على أسس متينة من المعرفة والوعي. فحماية رأس مالك وضمان شفافية استثمارك هما مسؤوليتك الأولى. وأصبح من الضروري للغاية أن تكون على دراية تامة أين تضع أموالك ؟ ومتى وكيف تستثمرها ؟ وعليك أن تتذكر على الدوام أن مقابل العوائد الي تنشدها جراء استثماراتك هناك مخاطر لابد من أخذها بالحسبان ، وعليك أن تتذكّر أيضاً أن الاستثمار في الصناديق الأجنبية المؤسسة خارج دولة الكويت يحمل مخاطر إضافية أنت مطالب بالإحاطة بها والاستعداد لمواجهتها. وعليك أن تكون على يقين تام أن دور الهيئة ينصب على تنظيم عملية التسويق والرقابة عليها ، وليس ضمان أرباحك. لذا ، اجعل شعارك دائماً: تَحَ قق ، اقرأ ، استر ، ثم استثمر. وتحقيقاً لهذه الغاية ، فإن الهيئة تدعو العملاء المحترفين في دولة الكويت إلى ضرورة التحقق من سلامة التراخيص قبل الاستثمار في أي من أنظمة الاستثمار الجماعي المؤسسة خارج دولة الكويت ، وعدم قبول أية دعوات أو عروض استثمارية مالم تكن صادرة عن أشخاص مرخص لهم من هيئة أسواق المال دون إغفال أهمية قراءة أحكام نرة الاكتتاب ، حيث إن نرة الاكتتاب هي حجر الأساس لأي عملية استثمار في أنظمة الاستثمار الجماعي المؤسسة خارج دولة الكويت ، فهي الوثيقة الي تجمع بين الجوانب القانونية والفنية والمالية للصندوق. وقراءة هذه النرة بعناية لا تًعد إجراءً شكليًا ، بل هي خطوة جوهرية لحماية المستثمر وتمكينه من اتخاذ قرار مبني على معرفة واضحة بالمخاطر والعوائد المحتملة.
اجعل شعارك دائماً: تَحَ قق ، اقرأ ، استشر ، ثم استثمر.
فالجهات الرقابية ، وفي مقدمتها هيئة أسواق المال ، تشترط أن تتضمن نرة الاكتتاب معلومات تفصيلية عن إستراتيجية الاستثمار ، وهيكل الرسوم ، ومدير الصندوق ، والمخاطر المرتبطة بالاستثمار ، وآلية استرداد الوحدات ، مما يجعلها المصدر الرسمي والوحيد للمعلومة الموثوقة. ومن دون الاطلاع عليها ، قد يجد المستثمر نفسه أمام قرارات غير مدروسة أو توقعات غير واقعية بشأن الأداء المستقبلي. إن الثقافة الاستثمارية الرشيدة تبدأ من وعي المستثمر بحقوقه ومسؤولياته ، وأول هذه الحقوق هو الوصول إلى المعلومة
الدقيقة من مصدرها الصحيح ، المتمثل في نرة الاكتتاب. وإضافةً لتسلحك بالوعي المطلوب وامتلاكك مقومات القرارات الاستثمارية الرشيدة ، أنت مطالب على صعيد أنظمة الاستثمار الجماعي المحلية بالمشاركة الفاعلة في جمعيات حملة الوحدات كواحدةٍ من أبرز الأدوات العملية لممارسة مسؤوليتك وإدراكك حقوقك ومشاركتك في صنع القرار. فهي ليست مجرد حق مكفول لك ، بل هي ركن أساسي في تعزيز الرقابة والشفافية ، وضمان أن أداء نظام الاستثمار الجماعي المحلي يسير في المسار الصحيح. مشاركتك هذه تعني أنك شريك حقيقي في بناء سوق مالي قوي وموثوق ، يحترم حقوق الجميع ، ويًعلي من قيم النزاهة والحوكمة والاستقرار. هذا دورك كمستثمر ، فماذا عن أدوار هيئة أسواق المال ؟
هيئة أسواق المال: أدوار توعوية مهمة
في الواقع ، تضطلع هيئة أسواق المال بدور محوري بصفتها الجهة المعنية بتحقيق استقرار السوق المالي وحماية المتعاملين فيه. ودورها هنا لا يقتر على تنظيم السوق والرقابة والإشراف عليه فحسب ، بل يمتد ليشمل التوعية المستمرة ، حيث تولي الهيئة أولوية خاصة لنر الثقافة المالية وتعزيز الوعي الاستثماري ، والدور التوعوي هنا لا يقل أهمية عن أدوار الهيئة الأخرى: التنظيمية والإشرافية والتريعية ، أما أدواتها لتنفيذ توجهاتها التوعوية فتشمل كافة الوسائل المتاحة ، التقليدية منها والمستحدثة ، بما في ذلك تلك المعتمدة على أحدث التقنيات المتاحة ، وتأتي منصات التواصل الاجتماعي كأداة إستراتيجية فعالة للهيئة للوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور من خلال حملاتها التوعوية المنتظمة المنفذة عبر تلك المنصات ، خصوصاً مع انتشارها الكبير وسهولة وصول المعلومة من خلالها. مؤخراً ، قامت الهيئة بتنفيذ حملتين توعويتين على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي ، لاسيما منصي اكس وانستغرام ، تناولتا موضوعي: الاستثمار بأنظمة الاستثمار الجماعي الأجنبية ، وجمعية حملة الوحدات الخاصة بأنظمة الاستثمار الجماعي ، هدفتا لزويدك كمستثمر -أو معني بالاستثمار- بالأدوات والمعرفة اللازمة لاتخاذ قرارات استثمارية واعية ، وحمايتك من الوقوع في فخ العروض الوهمية الي قد تهدد مدخراتك. بعبارةٍ أخرى ، حماية أموالك تبدأ بوعيك .. ومسؤوليتك لا تنتهي باستثمارك. مجلة هيئة أسواق المال تعيد التذكير بموضوعي هاتين الحملتين لتضع بين يديك توعوية تأمل أن تسهم ولو بحدود دنيا ٍ إرشاداتٍ لتكون مستثمراً واعيا ً ، قادرا ً على تمييز المخاطر ، مدركا ً لحقوقك ، ومشاركاً بفاعلية في صنع القرار.