رأي .... ورؤية 35
غياب المشاركة الفاعلة للمساهمين: المسببات وآليات التغيير
رغم امتلاك المساهمن كافة الصلاحيات القانونية واسعة النطاق آنفة الذكر ، فإن عدداً كبرا ً منهم يعاني تردداً وعدم تحرك فاعل يتيح ٍ لهم جني ثمار مشاركة فاعلة – مفترضة- في الجمعيات العامة ، لعل من أبرز هذه المسببات ، ما يلي:
<< تجزئة ملكية الأسهم كثراً ما تتوزع ملكية الركات المتعثرة بن عددٍ كبر من صغار المساهمن ، الأمر الذي لا يمنح أياً منهم قوة تصويت تذكر بمفرده. هذه التجزئة تجعل الأفراد يشعرون بالعجز ويصعب عليهم تكوين أغلبية للتغير.
<< ضعف التنظيم والتنسيق غالباً ما يفتقد المساهمون الصغار لثقافة العمل الجماعي أو التنظيم المؤسسي أو لجمعيات تجمعهم ، الأمر الذي يفقد حراكهم الجماعية والتنظيم المطلوبن.
<< الثًقة بالجهات الرقابية ضعف الثقافة الاستثمارية لدى صغار المساهمن يدفعهم للانكفاء ، والاعتماد على الرقابة الحكومية ، وتوقع الحماية من الجهات الرقابية ، كهيئة أسواق المال ووزارة التجارة ، وغرهما.
<< مخاطر التعرض والجمود بعض مسببات غياب فعالية المشاركة لا تقتر على المساهمن المترددين فقط ، بل إنها تمتد حتى للنشيطن منهم ، بفعل الخشية من الانتقام( كالدعاوى القانونية) إذا اشتكوا بشدة من الإدارة. إضافةً إلى أن مثل هؤلاء المستثمرين قد يواجهون موقفاً حرجا ً في حال انقسام الآراء فيما بينهم ، فيضيع رصيد تحركاتهم دون تغير فعلي.
نقص المعلومات والرؤية قد يعجز المساهمون أحياناً عن تقييم أداء الركات لأسباب
ٍ مختلفة ، قد تكون نقصا ا في الإفصاح ، أو تدنيا ا لمعدلات
الشفافية ، وحينها قد لا يصلون للمعلومة المطلوبة بالتوقيت المطلوب ، الأمر الذي يمنعهم اتخاذ القرارات الصحيحة في توقيتها المناسب. ما سبق استعراضه ، يمثل معوقات منطقية بالعموم ، إلا أنها ليست كذلك على طول الخط ، إذ ثمة أدواتٍ وآليات يمكن للمساهمن استخدامها لتجاوز تلك المعوقات ، وإحداث الأثر المطلوب في إدارات شركاتهم.
التغيير من الداخل: الأدوات والآليات
استناداً لما سبق ، يمكن القول بأن الخيار الأفضل للمساهمن حماية لأموالهم باعتبارهم شركاء في ملكية الركات الي يساهمون بها يكمن في اتخاذهم زمام المبادرة بأنفسهم عبر آليات داخلية مدروسة يمكنها أن تفضي إلى نتائج ملموسة ومنشودة ، من بينها:
<< تشكيل تكتلات وتحالفات لعددٍ يمكن من المساهمن الصغار( أفرادا ً وربما مؤسسات)